[الوجه الثالث: إسقاط مفاهيم الأخلاق والقيم من المجتمع]
وأي مجتمع خلا من هذه المفاهيم فهو ركام من رماد، لا يلبث غير قليل فينهار ويتداعى، وقد سبق بسط هذه القضية في الفصل السابق على هذا الفصل.
[الوجه الرابع: نفي قيام مجتمع على أساس ديني]
لأن الدين أكبر مانع لفسادهم، وأظهر قوة في مقابل أعمالهم المنحرفة، ومشروعاتهم الباطلة.
وأيضًا لأن قيام المجتمع على أساس ديني يؤدي إلى تماسكه وتآزره، وهذا ما يبطل مخططاتهم ويفسد أعمالهم الهدامة.
ثم إنهم إذا تحقق لهم نزع الدين عن الحياة الاجتماعية استطاعوا غرس عقائد الإلحاد والشك، وهذا وحده كافٍ في تمزيق أي مجتمع وإحلال الدمار به.
وما يشاهد اليوم في المجتمعات الكافرة الماركسية أو الليبرالية أكبر دليل على ذلك، وما يشاهد كذلك في المجتمعات الإسلامية التي يحاول المرتدون جرها إلى حضيض الردة ومستنقع العلمانية، من أكبر الأدلة على هذا، فقد (حملت أوروبا إلى الشرق الفلسفات التي قامت على إنكار أسس الدين وإنكار القوة المصرفة لهذا العالم، القوة الواعية التي أخرجت هذا العالم من العدم إلى الوجود وبيدها زمام الكون "الإله، الخلق الأمر" وعلى إنكار الشرائع السماوية، وإنكار القيم الروحية والخلقية، منها ما تبحث في علم الحياة والنشوء والارتقاء، ومنها ما تتصل بالأخلاق، ومنها ما تدور حول علم النفس، ومنها ما موضوعها الاقتصاد والسياسة، ومهما اختلفت هذه الفلسفات في ألوانها وأهدافها وأسسها، فإنها جميعها تلتقي على النظرية المادية المحضة إلى الإنسان وإلى الكون والتعليل المادي لظواهرهما وأفعالهما.
غزت هذه الفلسفات المجتمع الشرقي الإسلامي وتغلغلت في أحشائه