للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبارة "الوظيفة الحقيقية للفكر" بواسطة "الآلية النفسية" خارج كل رقابة يمارسها العقل، وخارج كل هم جمالي أو أخلاقي بقيت حتى النهاية، الهاجس الدائم للسوريالية فرديًا وجماعيًا. . . إن السوريالية تهتم عمقيًا باللامعقول لكن ليس إلى حد الإيحاء بإيمان ما، بإله أو ألوهية ما. . .) (١).

فإذا تتبعنا بعد ذلك ما في كتابه هذا من إعجاب بالسوريالية والصوفية الإلحادية تبين لنا أي قدر من محو العقل والمنطق ومضادتها يدعو إليه أدونيس، الذي حارب هو وأشباهه وأتباعه الدين والرسالات على أساس أنها ضد العقل، مع أن ما فيها من بينات وبراهين تؤكد أهمية العقل وعظم منزلته في الأديان.

أمَّا هؤلاء فقد بان تناقضهم، واتضح رفضهم للعقل ودعوتهم إلى الفوضى والغيبوبة واللامعقول، وهذا هو حالهم على الحقيقة.

[الوجه الرابع: القول في الرسل بأقوال الديانات المحرفة]

سيق في الفصل الرابع من الباب الأول تفصيل ذلك، وذكر شواهده وخاصة قولهم بصلب المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وأخذهم القصص المفتراة على الأنبياء من الكتب المحرفة، ومن أقاصيص الخرافات النصرانية واليهودية.

مثل أخذ خليل حاوي قصة لوط وابنتيه من التوراة وبناء قصيدة على ذلك (٢).

ومثل أخذ السياب قصة المسيح وإحياء العازر من الإنجيل (٣).


(١) الصوفية والسوريالية: ص ١٢ - ١٣.
(٢) انظر: الحداثة الأولى: ص ١٤٣، وقد اعتبر المؤلف محمد جمال باروت وجود لوط مجرد أسطورة.
(٣) انظر: ديوان السياب: ص ٤٤٠، ٤٦٥، ٤٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>