للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإطلاقه للفظ العقيدة الصادقة والإيمان الخالص هنا لا يقال بأنه في مدلوله اللغوي أو في إطلاقه العام، لأن هذين اللفظين أصبحا بالاستعمال الشرعي والتداول العربي الإسلامي يدلان على العقيدة الإسلامية، والإيمان باللَّه ورسوله ودينه، فاستعمالهما في العقيدة الشيوعية الإلحادية تشويه وعبث وتدنيس رخيص.

والعقيدة والإيمان التي يتحدث عنها هذا التقدمي!! تتمثل في الماركسية التي يقول بأنه قد اكتشف على عتبتها عالم سحري، وفي أصحابها الذين (يمارسون حياة كفاحية مغلفة بهالة من الغرابة والمخاطرة والأسرار، واكتشفت وجود شيء فكري يطلق عليه اسم النظرية الماركسية، وبلد شاسع اسمه الاتحاد السوفيتي يحاط نظامه الاشتراكي بالغريب العجيب والمدهش. . . واكتشفت وجود نوع مترجم من الأدب الروائي الكفاحي استهواني جدًا، يطلقون عليه أدب الواقعية الاشتراكية وكان مكسيم غوركي في روايته "الأم" تحديدًا هو أول من دفع بي إلى اكتشاف هذه الاكتشافات كلها ووضعني على عتبة ذلك العالم السحري) (١).

• علماء الإسلام وشخصياته:

في الوقت الذي تسابق أهل الحداثة والعلمنة في إطراء فلاسفة وكتاب ومفكري وأدباء وسياسي الغرب، وامتدحوهم واحتفلوا بهم، وتسابقوا في الثناء عليهم وتعداد مآثرهم وتفصيل أحوالهم، في الوقت ذاته توجهوا إلى علماء الإسلام ودعاته ومفكريه وأدبائه وقادته وخلفائه وسلاطينه بالذم والشتم والقدح والاستخفاف.

وهذه القضية نتيجة حتمية للانتماء الاعتقادي والهوية الفكرية!! ولازم من لوازم التغرب العقلي والاستلاب الروحي الذي يعيشه الحداثيون بكافة مذاهبهم وأصنافهم.

بل إن بعضهم -من باب إثبات الوجود والقدرة الثقافية والتواصل الثقافي- يورد من أسماء الغربيين وأسماء كتبهم ومصطلحات مذاهبهم، ما يؤكد أن الكاتب أو المتحدث ليس سوى معمل ترجمة وجسر توصيل، وأداة تسويق.


(١) المصدر السابق: ص ٥١ - ٥٢. وانظر: ص ٥٩ - ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>