للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجودها وانتشارها في بلاد المسلمين من الأمور الطبيعية (١).

[١٥ - الحب هو الجنس]

الحب تلك العاطفة الإنسانية النبيلة تحولت عند الحداثيين والعلمانيين إلى جنس، فقد كثر في كلامهم الإشارة إلى الحب بهذا المعنى، يقول إحسان عباس: (نحن نعيش في عصر فرويد: جملة قد تحمل معاني عديدة، وقد تكون فارغة من المعنى، ولكنها تشير إلى انهيار الحواجز بين الحب والجنس) (٢).

وهذه النظرة الفرويدة التي شاعت في الغرب، فكان من ثمارها ما سبق شرحه، حتى إن الرجل ليقول للمرأة تعالى نمارس الحب لمدة كذا دقيقة، أو يصف بأنه مارس الحب مع فلانة لمدة كذا، وكذلك فعل المقلدون من أبناء المشرق:

(الجنس كان مسكنًا جربته لَمْ ينه أحزاني ولا أزماتي

والحب أصبح كله متشابهًا كتشابه الأوراق في الغابات

أنا عاجز عن عشق أية نملة أو غيمة عن عشق أي حصاة

مارست ألف عبادة وعبادة فوجدت أفضلها عبادة ذاتي) (٣)

(. . . إنه اتخذ الجنس مسكنًا وأصبح الحب كله متشابهًا. . . إن خوف الشاعر من ضياع الحيوية الشعرية -لا من ضياع العفة والفضيلة- هو الذي يحدد للحب "ومن ثم للجنس" أبعاده وقيمه، فنزار إذن لم يتحدث عن الحب بمعناه العاطفي الذي يظنه الكثيرون، إنّما تحدث عنه بمعنى جديد. . .) (٤).


(١) انظر: ديوان السياب: ص ٦، ٧، وديوان صلاح عبد الصبور: ص ٣٢٠ - ٣٢١، ٣٢٢، ٣٢٨، والخبز الحافي: ص ١١٢، والشطار: ص ١٣١.
(٢) اتجاهات الشعر العربي: ص ١٣٥.
(٣) الأعمال الشعرية لنزار ١/ ٤٦٦.
(٤) اتجاهات الشعر العربي: ص ١٣٦ - ١٣٧، ونحو ذلك: ص ١٤١، ١٤٤، ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>