للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجهول الذي يصلون في محرابه، وتحت قبة خرافاته، ذلك المجهول، المرض الخبيث الذي أصاب العقل البشريّ بالخبل والتوهان، حوله إلى مجموعة من الخلايا السرطانية. . .) (١).

ويوسف الخال رائد الحداثة الأول يتحدث عن اللَّه تعالى برمز حداثيّ خبيث الدلالة في مقطوعات جمعها تحت هذا الرمز الذي سماه "البئر المهجورة" (٢) وهو عنوان لمقطوعته (٣).

وتفسيرًا لمقصود الخال بالبئر المهجورة نأتي بكلام النصرانيّ الآخر غالي شكري الذي يشرح المراد موافقًا له فيقول: (والبئر المهجورة عند يوسف الخال فيما أرى هي اللَّه) (٤).

[المظهر الثاني من مظاهر الانحراف في توحيد الألوهية: نفي بعض خصائص الألوهية]

لم تقتصر شرور الحداثة والعلمانية على نفي الألوهية عن اللَّه تعالى بل امتدت لتنال ما ترتب على توحيد الألوهية من قضايا وأمور، تعتبر من أصول الدين وقواعده المحكمة، أو من فروعه المعلومة من الدين بالضرورة.

وإذا كانت الحداثة والعلمانية تسعى بجد في إبعاد الدين جملة وتفصيلًا فإنه مما لا ريب فيه أنها جادة في نفي خصائص الألوهية في كل ما يتعلق بالحياة، بأوجه عديدة وطرائق مختلفة، وإن موضوعًا كهذا ليس من البساطة


(١) مسافة في عقل رجل: ٢٣٠.
(٢) انظر: الأعمال الشعرية الكاملة ليوسف الخال: ص ١٩٥.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ٢٠٣.
(٤) شعرنا الحديث إلى أين: ص ١٣٧. وانظر كلام أبي عبد الرحمن الظاهري عن البئر المهجورة في كتابه القصيدة الحديثة وأعباء التجاوز: ص ١٣٥، ١٣٦، ١٣٩، ١٤١، ١٤٢. وقال في ص ١٥٠: (ويوسف الخال من رواد الحداثة في الشعر لكن قصيدته التي مضى طرف منها من أسمج فصول الحداثة، والعجيب أن غالي شكري درسها على أنها من روائع المجد العربيّ!!).

<<  <  ج: ص:  >  >>