للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع ملاحظة أن نفيهم لقيام مجتمع على أساس ديني يتوافق مع دعوتهم لتطبيق الحياة الاجتماعية على مجتمعات المسلمين، بل هما وجهان لمقصد واحد تلقوه عن أسيادهم، ورددوه وروجوه، ليكونوا بذلك طليعة الأعداء.

[الوجه السادس: المضادة للأسرة ونظام العائلة والوالدين وخاصة الأب]

تعد الأسرة البنية الأولية للمجتمع، الذي يتكون من أفراد وأسر.

وفي إطار انحرافاتهم الاجتماعية، والتوائهم النفسي، توجهوا إلى الخلية الأولى للمجتمع بالمضادة والمحاربة، والسعي في تقويض نظام الأسرة، وقد مرّ معنا في الفصل السابق أمثلة لمعاداتهم للوالدين ومحاربتهم وبغضهم للأب خاصة.

فعند ابن جلون تذهب فتاة روايته إلى قبر والدها فتنبشه وتلقي فيه بعض ما تركه (١).

وعند محمد شكري تفصيل طويل لبغضه لوالده وشتمه له، وتمنيه قتله، وفرحه بموته، وذهابه إلى قبره ليبول فوقه (٢).

وأمَّا نوال السعداوي فتتناول موضوع الأسرة والوالدين في كتابها دراسات عن المرأة والرجل في المجتمع العربي على مشرحة علمانيتها وانحلالها الداعية إلى تفكيك الأسرة والتمرد على الأب والخروج عن طاعته (٣).

أمَّا أدونيس فإنه يعبر عن هذا المقصد بقوله:

(لهب يتغلغل في جثة الأرض


(١) انظر: ليلة القدر: ص ٤٣.
(٢) انظر: الخبز الحافي: ص ٢٦ - ٢٧، ٣٦، ٩١، ٩٣، ٩٧، ٧١، ٧٨، ٩٥، ٩٨.
(٣) انظر: دراسات عن المرأة والرجل: ص ٣١، ٣٧، ٩٦، ١٧٦، ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>