للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ذات يوم أبصرت أرضي حقول الأنبوس الجارية

وهي تبكي في سكون وضجر

تحت رحمة البشر

وإرادة السماء والقدر) (١).

ولكنه في موضع آخر يصرح بسبه للأقدار قائلًا:

(المأساة الأقدار

كيف أراها. . تلك الأقدار تعذبني

تلك الأشباح القدسية) (٢).

أمَّا الوجودي الداعر محمد شكري الذي اعترف في كتبه بألوان من العهر والتفسخ ما لا يضاهيه فيه إلّا رشيد بوجدره ونزار قباني، يقول محمد شكري في روايته "الشطار" في سياق محتشد بالضلال والإلحاد والفساد، ونأخذ منه ما يخص هذا المقام يقول: (لست أدري لماذا يقسو القدر على الطيبين ويحالف الأشرار؟) (٣).

هذه النصوص غيض من فيض العفونات الحداثية المترعة بجحد القدر وذمه والاعتراض عليه وجعل الإيمان به تحجرًا وسذاجة وانهزامًا.

ثالثًا: التهكم والسخرية والاستخفاف بالقضاء والقدر وبالمؤمنين به:

وهذا كثير جدًا في كلامهم، وقد سبقت الإشارة إلى مغزى التهكم والسخرية عندهم، وبيان أنها أسلوب من أساليب أسلافهم من الجاهليين القدماء.


(١) ديوان الفيتوري ١/ ١١٠.
(٢) المصدر السابق ١/ ٤١٥.
(٣) الشطار: ص ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>