للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسوف أورد هنا جملة من النصوص من أقوالهم التي تؤكد تلبسهم بهذا اللون من الانحراف في عقيدة القضاء والقدر، التي يؤمن بها كل من رضي باللَّه ربًا وبالإسلام دينًا.

فمن أقوالهم، قول رأس طواغيتهم "أدونيس":

(عائشة جارتنا العجوز مثل قفص معلق

تؤمن بالركام والفراغ والطرر

وبالقضاء والقدر) (١).

وهذه الصياغة المتهكمة بالمؤمنين بالقضاء والقدر من جنس أقوال نزار قباني التي سبق نقل شيء منها، وسيأتي الباقي، {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (٥٣)} (٢)، وفي هذا دلالة واضحة على التكرارية والتقليدية التي طالما نقدوها وشنعوا على الشعراء الأوائل بسببها!!.

وقد مرّ معنا في الوجه الثاني من هذا الفصل وصف أدونيس للقدر بأنه وسخ يرسخ في جبين الناس كل يوم (٣)، ومرّ في الوجه الأول وصفه للقدر بأنه خرافة (٤).

أمَّا السياب فإن له قصيدة بعنوان "في المغرب العربي" تطفح بالكفر الصريح والسخرية باللَّه -جلَّ وعلا- وبالقضاء والقدر وبالنبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهذه مقاطع منها:

(فنحن جميعنا أموات

أنا ومحمد واللَّه.


(١) الأعمال الشعرية الكاملة لأدونيس ١/ ١٦٣. وانظر: الشرح الوثني لهذا الكلام في الحداثة الأولى: ص ١٥٤ - ١٥٥.
(٢) الآية ٥٣ من سورة الذاريات.
(٣) انظر: المصدر السابق ١/ ١٨٥.
(٤) انظر: المصدر السابق ١/ ١٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>