للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها، وإسقاط موازين الحلال والحرام، وانتهاك كل ما هو محرم، وهذا أصل من أصولهم وأساس من أسس فكرتهم وعقيدتهم.

وقد ذكرت في مطلع هذا الفصل تحت عنوان "المدرك الثالث" هذا الأصل، وسردت شواهد عديدة من أقوالهم (١).

• مدن الإسلام:

شغف الحداثيون والعلمانيون بمدن الشرق والغرب، مدن الفكر الذي ينتمون إليه، ويؤمنون به، وتغنوا بمدائحها، وتحرقوا على العيش فيها، واستجدوا مرابعها العطاء والنماء، وبكوا على آثارها بكاء الهائم الولهان، وتفننوا في الإشادة بمعالمها، وتنافسوا في إطراء نواحيها.

ولا غرابة في ذلك فإن من انتمى إلى عقيدة أحب أهلها وأحب الديار التي نشأت أو شاعت فيها هذه العقيدة.

فكما نجد المسلم يحب مكة والمدينة والقدس ويشد إلى مساجدها المباركة الرحال، فإننا نجد أن الحداثي والعلماني يهيم حبًا بواشنطن وموسكو وباريس ولندن وبرلين وبكين وغيرها، ويشد إليها الرحال، ويعود مثقلًا بالآثام والأوزار، وجراثيم الأمراض الاعتقادية والخلقية.

ولم يكتفوا بالإشادة ببلاد الكفر ومدن الطغيان بل توجهوا إلى مدن الإسلام شامتين هازئين ليكون ذلك دليلًا آخر من أدلة انفصالهم عن هذه الأمة، وبرهانًا آخر على عداوتهم لها.

تقول نوال السعداوي التي خرجت في مظاهرة في أمريكا لتأييد الشذوذ الجنسي، (حين سافرت إلى مكة وقرأت الإعلانات فوق الجدران أهلًا بضيوف الرحمن، ومن وراء الجدار أرى الرجل والبنت كالغلام وثالثهما الشيطان) (٢).


(١) انظر: ص ١٢٣٥ - ١٢٤١.
(٢) سقوط الإمام: ص ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>