للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول أنسي الحاج: (امرأة لا تتوقف عند حدود الجرأتين الكتابية والاجتماعية فهما أقل الجرآت شأنًا، بل تتعداها إلى الجرأة الوجدانية والنفسية، فتصور لنا أكثر وأعمق مما اعتدناه من مشاعر وتجارب مللناها. . .) (١).

[٨ - الإنسان مجرد جسد]

هذه قاعدة فرويد التي بنى عليها مذهبه الجنسي المظلم وتبعه في ذلك المقلدون من أبناء البلاد الإسلامية، فاعتبروا الإنسان جسدًا بلا روح، ولحمًا ودمًا بلا آفاق ولا أشواق ولا قيم، ولذلك انحدروا مع هذا المفهوم الطيني إلى وحول نتنة من الأخلاقيات والسلوكيات المنحرفة، واعتبروا وجودهم في الدنيا فرصة وحيدة يجب أن تستغل استغلالًا كاملًا في كل ما من شأنه تحقيق الرغبة الجسدية، وتحصيل الشهوة الحيوانية، وحتى الحب الذي هو عاطفة إنسانية راقية، جذبوها من علوها وأنزلوها إلى مستنقع الجنس أمّا آفاق النفس وأشواق الروح وأبعاد الغيب فهم أبعد الناس عن هذه الأمور؛ لأن جسديتهم وطينتهم تحتم عليهم أن يكونوا في دائرة الجثمان (٢).

[٩ - بغض الوالدين]

إذا كان بر الوالدين عبادة عند المسلم، فإن بغض الوالدين وكراهية سلطة الأب أصل من أصول الانطلاق الحداثي كما يحلو لهم أن يقولوا، أمَّا التعبير السلوكي والعملي عن هذا البغض فقد سطره محمد شكري في روايته الخبز الحافي (٣)، فهو يصف كيف كان يتجسس على والديه ويسمعها وهما في حالة الجماع، ثم يطنب في شرح مقدار بغضه لوالده، ويكيل له الشتائم


(١) خواتم: ص ٣٠ - ٣١.
(٢) انظر: اتجاهات الشعر العربي المعاصر: ص ١٢٤، ١٤٧ - ١٤٨، ١٥١ - ١٥٢، وقضايا وشهادات ٢/ ١٠٥، ٢٨٥، وأسئلة الشعر: ص ١٨٠، ١٩٨ - ٢٠٠، وخواتم: ص ٢٥ - ٤٠، وديوان محمود درويش: ص ٢٧٦، ومسافة في عقل رجل: ص ١٥٨ - ١٥٩، ومباهج الحرية: ص ٤١٤.
(٣) انظر: الخبز الحافي: ص ٢٦ - ٢٧، ٣٦، ٩١، ٩٣، ٩٧، ٧١، ٧٨، ٩٥، ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>