للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• الردة:

بحكم أنهم لا يرون أن هناك ما هو حق وباطل أو حلال وحرام أو خير وشر أو إيمان وضلال، فإنهم لا يرون أن هناك ردة عن الدين، لكونهم -بكل وضوح- ينفون الدين كله.

ومع أن أقوالهم وأعمالهم وعقائدهم التي أذاعوها توجب الحكم عليهم بالردة وترفع عصمة الدم عنهم إلّا أنهم في الأجواء السياسية العلمانية المستوردة من الغرب، أذاعوا كل ما في صدورهم العفنة من كفر وإلحاد، في مراغمة ومعاندة للدين وأحكامه وشرائعه وعلمائه ودعاته!!.

وتناولوا قضية الردة -على طريقتهم الهوجاء- بالشتم والمحاربة والاستنقاص والسخرية، واعتبروا أن إطلاق حكم الردة على صرحاء الكفر والإلحاد من التخلف المديني والتزمت والتطرف الأصولي، واعتبروه كذلك من عوائق التحرر والانطلاق!!.

كتب المقالح مقدمة لديوان أمل دنقل، ومن عناوينها "تمجيد التمرد في زمن الخضوع" (١) ذكر تحت هذا العنوان أن صديقه أمل دنقل (عانى بالإضافة إلى محنة الفقر والتشرد وإلى محنة القمع والارهاب محنة التكفير، نعم محنة التكفير، وكانت قصيدته "كلمات سبارتاكوس الأخيرة" واحدة من القصائد التي وضعها "زعماء محاكم التفتيش" على مشرحة التكفير، والقصيدة تدعو إلى التمرد ضد الطغيان وتمجد دور العبد سبارتاكوس الذي امتشق السيف في وجه العبودية وفي وجه روما العابثة بإنسانية الإنسان ومطلع القصيدة وهو الأكثر إثارة يقول:

المجد للشيطان معبود الرياح

من قال "لا" في وجه من قالوا "نعم"

من علم الإنسان تمزيق العدم


(١) الأعمال الشعرية لأمل دنقل: ص ٣٤ - ٣٧، ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>