للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرى البياتي أن العدالة الدينية إنَّما هي عدالة أخروية، وأن استعجالها في عالمنا الأثيم يعارض الدين (١).

وهكذا يظهر الماركسي المادي في مسوح المعترف بالدين والمشفق عليه من التلوث والتدنيس، وهو الذي لم يبق جهدًا في جحد وجود اللَّه تعالى وألوهيته والسخرية بذاته العلية وأسمائه وصفاته والتكذيب للوحي والأنبياء.

وقد سبق نقل أقوال عديدة من كلامهم في هذا الصدد، كقول أحدهم: (الإسلام كأي دين آخر يجب أن يبقى منفصلًا عن الدولة والنظام السياسي) (٢)، وقول حسين أحمد أمين في أن اليقظة الدينية لا تأخذ أى منحى إيجابي بل تزيد الوضع تفاقمًا ورجعية (٣).

وعلى نحو الشفقة الكاذبة التي أطلقها البياتي في القول المذكور آنفًا، يقول النصيري الملحد أدونيس: (كان الدين صلة بين الإنسان واللَّه، فتحول إلى صلة بين الإنسان والدولة، الدين صار جزءًا من مؤسسات الدولة، وبذلك ضمر) (٤).

الأمر السابع: القول بوجوب تفسير الإسلام تفسيرًا عصريًا، وتطبيقه تطبيقًا علمانيًا:

وهو قول يجري في مجرى المخادعة والتلبيس، وضمن حرب المصطلحات المفاهيم وأحابيل اللُعب العلمانية ضد دين اللَّه تعالى. . فهم يظهرون من خلال هذا القول -أحيانًا- في مظهر من يعترف بالدين ويحترمه ويقدسه، ويريد بقاءه واستمراره، والمحافظة على أثره في الواقع.

وبعد أن تلبس الذئاب جلود الخرفان، وتُظهر الأفاعي لين جلدها،


(١) انظر: رأيهم في الإسلام: ص ٥٢.
(٢) المصدر السابق: ص ٧٦ والقول لأدوار الخراط.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ٨٦.
(٤) أسئلة الشعر: ص ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>