للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتبدى بعد ذلك الحقيقة وتتجلى، حين تسمع أنهم يريدون الإسلام مفسرًا بطريقة عصرية، أو بمنهج "تنويري"، أي أنهم يريدون إسلامًا تتلاعب به الأهواء الكفرية وتتقاذفة الشبهات الضلالية العلمانية، حيث لا يبقى بعد ذلك إسلام ولا إيمان.

إنهم بهذه الدعوى يكشفون خبث طواياهم، ولؤم مسالكهم، ولو قال قس نصراني أو كاهن يهودي بأنهم يريدون تفسير الإسلام تفسيرًا يهوديًا أو نصرانيًا؛ لكان هذا القول -رغم بشاعته وانحرافه وكفره- أقرب من قول العلماني والحداثي أنه يريد تفسير الإسلام أو تطبيقه بطريقة علمانية حداثية؛ لأن الملة الحداثية والعلمانية تقوم أصلًا على "اللادينية" فكيف يتفق هذا مع هذا القول؟!.

أضف إلى ذلك ما في رصيدهم الخائب من عداوات مستعرة ضد الإسلام، وأحقاد طائشة ضد شريعة اللَّه تعالى ومسعى دائب لهدمه وتشويهه وإبادته، فكيف يتفق هذا مع هذا الطرح السخيف؟!.

يقول عبد الرحمن منيف: (يبقى على الإسلام، كثقافة وحضارة ومجموعة قيم، أن يساهم في إغناء المجتمع بمعالم جديدة قد تزيده إنسانية، من هذا المنطلق يُمكن للدين المشاركة في إعادة بناء وتنظيم المجتمع، بشرط أن يستند هذا التنظيم إلى ركائز علمانية على ضوء العصر) (١).

ويقول توفيق الحكيم عندما سئل: هل يُمكن لدولة عصرية اعتماد الإسلام ونظام حكم: (ممكن، ولكن يتعين اعتماد تفسيرات جديدة تتفق والمفاهيم العصرية، والمؤسف تبني البعض تفسيرات القرون الوسطى للنصوص الدينية) (٢).

ويقول لويس عوض: (. . . وإذا تمكن الإسلام من التغلب على


(١) رأيهم في الإسلام: ص ٢٢.
(٢) المصدر السابق: ص ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>