للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإسلام وتاريخه فهو مبغوض مكروه عندهم يستهزئون باللَّه ورسوله وكتابه وشريعته وعقيدته صراحة بلا مواربة، يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل، ويظاهرون أهل الكفر والإلحاد ويمتدحون أديانهم وأفكارهم وفلسفاتهم ويدافعون عنها، ويحسنون كل باطل وضلال، ويقبحون كل هدي وخير ورشاد، وإذا قيل لهم في ذلك قولًا واعظًا أو مجادلًا قالوا: الأدب والفن لا يخضعان لموازين الحلال والحرام، هذا عند من يقر علنًا بأن في الإسلام حلالًا وحرامًا، أمّا من ينفي الإسلام كله ويرفض أن يكون هناك حلال وحرام فلا ريب أنه في شطط من كفره وإلحاده أشد وأعتى من سابقه.

وإذا تكلموا عن الإسلام كتابًا وسنة وشريعة وعقيدة قالوا: التراث، ثم سووا بين الحق الصراح في الكتاب والسنة والباطل واللغو من الأشعار والأقوال، وتناولوا الجميع على أساس أنه موروث إنساني يقبل الأخذ والرد، فهم عن دين اللَّه معرضون وعن شريعته مستكبرون لا يتعلمون الدين ولا يعملون به، هذا حالهم وهذه صفتهم، وفيما يأتي من نصوص وأقوال مأخوذة من كتاباتهم ما يثبت هذه الدعوى، فأول وأخبث أنواع باطلهم فيما يتعلق بتوحيد الألوهية هو:

نفي ألوهية اللَّه تعالى مطلقًا، وهو المظهر الأول:

وهم يمارسون ذلك بالجحد والنكران الصريح، وحتى أنه أضحى من المألوف في كتابات زعمائهم وأئمتهم عبارات من أمثال "قتل الألوهية" أو "قتل اللَّه" -تعالى اللَّه وجلَّ عما يقولون علوًا كبيرًا-، وغير ذلك من العبارات المؤدية إلى هذا المعنى الخبيث، مثل قول نزار قباني:

(من بعد موت اللَّه مشنوقًا

على باب المدينة

لم تبق للصلوات قيمة

<<  <  ج: ص:  >  >>