للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو أن معايير الحلال والحرام والحسن والقبح والصواب والخطأ التي جاءت بها الشريعة الإسلامية لا يخضع لها، ويسعه أن يخرج عليها في أقواله وأعماله فهذا كافر.

الثالث عشر: الإعراض عن دين اللَّه لا يتعلمه ولا يعمل به (١)، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (٢٢)} (٢).

هذه أظهر نواقض توحيد الألوهية، ولا فرق فيها بين الهازل والجاد، والآمن والخائف إلّا المكره، وكلها من أعظم الأمور خطرًا، وأكثرها وقوعًا (٣)، وخاصة في المجال الذي يتطرق له هذا البحث وهو أدب وفكر الحداثة، فإن الناظر في كتب ومجلات "الحداثة" يجدها تنضح بهذه الأمور صراحة أو من خلف حجب العبارات الموهمة والرموز الغامضة.

فعندهم التوجه بالعبادة القلبية والعملية والفكرية لغير اللَّه، ولديهم الانتساب العباديّ لغير اللَّه صراحة، وهم في الوقت ذاته يتبجحون بنفي ألوهية اللَّه تعالى أو نفي بعض خصائص الألوهية، وينفون حق العبادة للَّه وحده دون سواه، ويؤلهون غير اللَّه، ويتوجهون لغيره بالطاعة والاتباع، ويأخذون من كل المناهج والشرائع والعقائد والنظم والأفكار إلّا الإسلام، فهم عنه معرضون وله محاربون ومنه نافرون.

ولاؤهم ومحبتهم للكفر وأهله وعقائده وضلالاته، وعداوتهم وبغضهم للإسلام وأهله وعقيدته وشريعته، يفاخرون بالكفر ويمتدحون الإلحاد، ويقررون أن غير هدي اللَّه ورسوله أهدى وأكمل، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، فكل ما له علاقة


(١) انظر: مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - القسم الأول العقيدة: ص ٣٨٧.
(٢) الآية ٢٢ من سورة السجدة.
(٣) الأعمال الشعرية الكاملة ٣/ ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>