للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القبر (١)، وزعمه أن النار مجرد وهم وتفكير بدائي للتخويف (٢)، إضافة إلى جحده الصريح مع تهكم وسخرية بحقائق النفخ في الصور ومجيء اللَّه تعالى، والميزان والصراط لأنها -حسب قوله- لا تخضع لميكرسكوب العقل (٣)؛ ولأن الجنة والنار لا دليل عليها، والادعاء بأن البعث عنده مجرد تنبؤ (٤)، وزعمه أن قانون الثواب والعقاب صنعه الإنسان والكهان الذين غرسوا فكرة العقاب الأخروي، وبناء على ذلك يرفض وجود الجنة والنار ويعتبرهما خرافة (٥)، بل ويعتبر أن الإيمان بهما سبب لتخلف المجتمعات وليس سببًا لنهضتها (٦)، إلى آخر سخافاته العديدة التي ملأ بها روايته الإلحادية.

وما أصدق القائل: (ولا يعجز من لا حياء له عن أن يقلب كل كلام إلى ما اشتهى بلا برهان وصرف الكلام عن موضعه ومعناه إلى معنى آخر لا يجوز. . .) (٧).

وهؤلاء المخاذيل لم يكن لهم في كفرهم وجحدهم إلّا محض الجحد والتشكيك وهي أوهى من خيوط بيت العنكبوت.

ثانيًا: قولهم بأبدية الدنيا أو بعض ما فيها:

وهذا القول منهم مبني على جحدهم وجود اللَّه تعالى وربوبيته وخلقه للخلق بعد أن لم يكن هناك مخلوق. وهو عين قول الدهرية الأقدمين (٨)


(١) انظر: المصدر السابق: ص ١٢٢ - ١٢٣.
(٢) انظر: المصدر السابق: ص ١٢٣.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ١٢٤.
(٤) انظر: المصدر السابق: ص ١٣٤.
(٥) انظر: المصدر السابق: ص ٢٠٥.
(٦) انظر: المصدر السابق: ص ٢٠٩.
(٧) هذا القول لأبي محمد بن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل ١/ ٢٠٨.
(٨) انظر: مذهبهم والرد عليهم في الفصل لابن حزم ١/ ٩ - ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>