للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفس منطلقات جماعة حرية الثقافة التي كانت تصدر "حوار" وسواها؟ عندما كنا نقول: إن "حوار" وجماعتها مخابرات أمريكية كانوا يقولون لنا: لا، أنتم تشتمون العالم، ثم اعترف الرجل نفسه وأغلق مجلته، وقال: أنا كنت مضللًا أو مغررًا به، ولكن أنت الماركسي الذي لا يُمكن أن تكون مع الرأسمالي كيف تكون منطلقاتك الفكرية نفس منطلقات الرأسمالي والاستعماري والرجعي؟) (١).

وليست العمالة والولاء للأعداء مقتصرة على المنظمة المذكورة وفروعها، بل هناك الكثير غيرها، ومما عرف:

" جماعة إخوان الحرية":

وكانت في مصر ويرأسها الجاسوس الإنجليزي المحترف "كرستوفر سكيف"، وقد حاكمت الثورة المصرية أعضاء هذه الجماعة باعتبارهم عملاء ومنهم لويس عوض الذي أهدى كتابه "بلوتولند وقصائد أخرى" إلى زعيمه كرستوفر سكيف في سنة ١٣٦٦ هـ/ ١٩٤٧ م، وكان سكيف هذا مبشرًا، وكان يقوم في الجامعة بعمل تبشيري وسياسي في آن واحد، ومن أعوانه ناظر المدرسة الخديوية الجاسوس "فرنسيس" وهو أحد مؤسسى جماعة أخوان الحرية، و"دافنيس الأعرج" و"بيفن" وكانوا جميعًا يتظاهرون بالعلم والثقافة، ويستقطبون العملاء لصالح أجهزة المخابرات البريطانية (٢).

ولئن ذهبت جماعة أخوان الحرية بذهاب ملك الخديوي فإن ورّاث العرش الملكي البريطاني واصلوا المخطط، فكان لويس عوض العضو القديم في جماعة إخوان الحرية التابعة للمخابرات البريطانية عضوًا جديدًا في المنظمة العالمية لحرية الثقافة التابعة للمخابرات الأمريكية (٣).


(١) قضايا الشعر الحديث: ص ٢٣٧ والكلام لشفيق الكمالي.
(٢) انظر: أباطيل وأسمار: ص ٤٧٧ - ٤٧٨، ٥٠٦.
(٣) انظر: توفيق صايغ سيرة شاعر ومنفى: ص ١٥٤ - ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>