للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"المنظمة العالمية لحرية الثقافة" ذكر مجموعة من الأسماء الذين كانوا على علاقة بهذه المنظمة، كما ذكر لويس عوض مجموعة أخرى (١) وقد أعلنت المنظمة عن اعتزازها باستقطاب الكتاب والمثقفين الحداثيين من جميع الاتجاهات فقالت: (نحن فخورون بأننا قد ساعدنا على إعانة عدد لا يحصى من الأساتذة والكتاب والصحفيين، ومن بينهم السياب وتوفيق صايغ، سواء أكانوا ليبراليين أم محافظين أم اشتراكيين في كفاحهم من أجل حرية التعبير الثقافي في أية بقعة من بقاع الأرض) (٢).

ولنا أن نستطلع نتاج هؤلاء الذين كافحوا من أجل حرية التعبير الثقافي كما أرادت "المنظمة العالمية لحرية الثقافة" لنجد أن نتاجهم مسخر لهدم دين الإسلام ونقض تعاليمه، ومضادة أحكامه وتكذيب أخباره، والسخرية والاستخفات بكل ما له علاقة بالمسلمين من أخلاق وسلوكيات وحياة اجتماعية ومسيرة حضارية تاريخية، ومسخر كذلك -في الوقت نفسه- لبناء الوثنيات الجاهلية، والعقائد الإلحادية، والمذاهب المادية وترويج النظم الغربية من ماركسية إلى وجودية إلى ليبرالية ديمقراطية رأسمالية، وتسويق النمط الغربي في الأخلاق والسلوك والمجتمع.

من هنا فقط كان فخر هذه المنظمة الاستخبارية، واحتفالها ودعمها لهؤلاء الذين ينفذون خططها، أو على الأقل يلتقون معها في هدف واحد، بل ويلتقون حتى مع أضداد هم من اليساريين الماركسيين وغيرهم في غاية واحدة، وهذا ما شهد به أحدهم قائلًا: (إن بعض المثقفين لا يعطون سوى السم في الدسم، باسم التجديد، وباسم الرفض وباسم التقدمية وما إلى ذلك، ومن الغريب أن يلتقي التقدمي مع عميل "منظمة حرية الثقافة" في نفس المنطلقات، فكيف يُمكن أن تكون ماركسيًا، ونفس منطلقاتك هي


(١) انظر: المصدر السابق: ص ١٤٠ - ١٤٢، ومن الأسماء التي ذكراها: محمد مندور وبنت الشاطيء وسهير القلماوي وعبد الرحمن بدوي والسياب وصلاح عبد الصبور وقباني ويوسف غصوب والماغوط وسلمى الخضرا الجيوسي وليلى بعلبكي وغادة السمان ووليد إخلاصي وزكريا تامر وعبد السلام العجيلي ولويس عوض.
(٢) المصدر السابق: ص ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>