للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرر في كتبه أن إلهه الذي يؤمن به لا شخصي وأنه فوق مستوى الإدراك، وسبب قوله بهذا القول أن العقل يجزم بوجود عقل أعلى خالق للكون -حسب تعبيره- ويقول: لو لم يكن اللَّه موجودًا لوجب اختراعه (١).

والآن بعد ذكر جذور الإلحاد وأكابر الملحدين الغربيين الذين هم قدوة ملاحدة العرب من المثقفين وغيرهم، سوف نخلص إلى بيان أنواع الانحراف الاعتقاديّ في الأدب المعاصر في قضية وجود اللَّه تعالى وربوبيته وذلك من خلال العناصر التالية:

١ - نفي وجود اللَّه تعالى أو التشكيك في ذلك.

٢ - نفي كون اللَّه تعالى ربًا خالقًا مدبرًا "نفي توحيد الربوبية".

٣ - نسبة الأبدية للمخلوق والقول بأزلية العالم والخلق.

٤ - الزعم بأن الوجود عبث.

٥ - نسبة الخلق إلى غير اللَّه تعالى، وتسمية غير اللَّه خالقًا.

٦ - نسبة الربوبية إلى غير اللَّه تعالى.

٧ - السخرية والتدنيس والاستخفاف بالخالق الرب -جلَّ وعلا- وتوحيد الربوبية.

والآن إلى تفصيل ذلك وإثبات شواهده:

أولًا: نفي الحداثيين لوجود اللَّه تعالى، أو التشكيك في ذلك:

يربط أكثر الحداثيين بين التحرر الذي يصبون إليه، والتقدم الذي يزعمونه ويدعونه، ونفي وجود اللَّه تعالى وجحد كونه خالقًا مدبرًا لهذا الكون وفلسفتهم تقوم على إبعاد الثنائية عن العالم والإنسان، وإزاحة مفهوم أن الكون ينقسم إلى خالق ومخلوق.


(١) انظر ترجمة فولتير (١١٠٥ - ١١٩٢ هـ/ ١٦٩٤ - ١٧٧٨ م) وهذه الأقوال عنه في موسوعة أعلام الفلسفة ٢/ ١٧٠ - ١٧٧، ومعجم الفلاسفة: ص ٤٣٤ - ٤٣٨، والموسوعة الفلسفية للحفنيّ: ص ٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>