للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبدت وجه الكفر والإيمان

سجدت للأوثان

لكنني كما بدأت في الظلام

وليس في الظلام من أحد) (١).

هذه بعض أمثلة على هذا الضرب من الانحراف في توحيد الألوهية.

المظهر السابع من مظاهر الانحراف في توحيد الألوهية: السخرية والتدنيس والاستخفاف باللَّه -جلَّ وعلا- وألوهيته -سبحانه وتعالى-:

وهو جب عفن خاضوا في قعره وماضوا، واسترسلوا مع نجاسته وشربوا منه حتى تضلعوا، وسوف يأتي مزيد بحث في الفصل الثالث المتعلق بأسماء اللَّه الحسنى وصفاته العليا، وهنا نعرض شواهد انحرافهم في السخرية من اللَّه تعالى ومن ألوهيته، والاستخفاف به -جلَّ وعلا-:

يتحدث أدونيس مخاطبًا المسلمين "سيول الرمل" و"تاريخ الطين" حسب وصفه لهم جاعلًا عبادتهم عباءات مقصبة بأطراف إله ميت، يقصد به اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، ويسمى كلماته تعالى رملًا، والرمل عنده وعند الخال وعند أتباعهم من أغلمة الحداثة رمز للتخلف والرجعية، قال أدونيس:

(أنتم يا سيولًا من الرمل، تاريخًا يتتوج بالطين

اصغوا إلى أنين يصعد باسم الطفولة:

لمن العباءات المقصبة بأطراف إله ميت؟ الكلمات

رمل، ولا طفولة في ملامح التراب) (٢).

ويردد المعنى نفسه في قوله:


(١) المصدر السابق: ص ٢٧٠.
(٢) الأعمال الشعرية الكاملة لأدونيس ١/ ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>