للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"بيزنطيا" سابقًا؛ فلأنه كان دينًا علمانيًا أكثر من الدين المسيحي في القرن السابع) (١).

ويقول آخر: (أنا أدعو للدولة العلمانية، التي تبدو أكثر ملاءمة لإدارة مجتمع عصري، بينما يعني الإسلام بعلاقات الفرد ربه ومع الغير، لقد تبدل المجتمع وتغيرت أحواله فلم يعد كالمجتمع الإسلامي في مكة والمدينة أيام النبي، يمكن للإسلام وضع المبادئ الأساسية للمجتمع وعدم الاهتمام مباشرة بعملية التطبيق، فمبدأ الزكاة مثلًا لا يمنع من فرض ضرائب بالمعنى العصري للكلمة، إذ أن فرضها سبيل للعدالة الاجتماعية، إحدى مبادئ الإسلام عملًا بالقول بأن البشر خلقوا متساوين كأسنان المشط) (٢).

وفي سؤال وجهه مؤلف كتاب "أسئلة الشعر" إلى يوسف الخال، قال فيه: (قرأت منذ فترة كتابًا للأب ميشال حايك يتصور فيه أنه لا يُمكن حل القضية الفلسطينية إلَّا بتنصير المسلمين، على اعتبار أنهم يؤمنون مع المسيحيين بنزول المسيح لتخليصهم، كيف تتصور أنت من وجهة نظر مسيحية شرقية مستقبل القضية الفلسطينية، في الوقت الذي يعتبر فيه كثير من المسيحيين أن قيام إسرائيل هو نبؤة إنجيلية؟) (٣).

أجاب الخال قائلًا: (ليس من الضروري أن يتنصر العالم الإسلامي، وهذا غير وارد، لا يستطيع البت فيه إلَّا اللَّه، وكل ما يُمكن قولهم إن الإسلام يجب أن يعاد تفسيره في ضوء معطيات الحضارة الإنسانية الواحدة. . .) (٤).

[الأمر الثامن: السخرية بأحكام الإسلام]

وقد بينا كيف يستخدم أعداء الإسلام السخرية لمحاربة الدين،


(١) المصدر السابق: ص ١١٢.
(٢) المصدر السابق: ص ١٢٢.
(٣) أسئلة الشعر: ص ١٦٣.
(٤) قضايا وشهادات ٢/ ٣٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>