للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخصه كذلك بأن أمته خير الأمم وأكرمها على اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- لقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (١).

١٨ - من جحد الرسالات أو شكك فيها أو جحد الرسل أو أحدًا منهم أو شكك في ذلك أو في صدقهم فهو كافر مرتد عن الإسلام، وكذلك من أبغضهم أو سخر بهم أو بأعمالهم أو أقوالهم، وكذلك من جعل الرسل والرسالات سببًا للتخلف، أو أن ما جاؤوا به مضاد للعقل والمصلحة، وكذلك من قال فيهم بأقوال المشركين أو الكفار من أهل الديانات المحرفة مما يناقض عصمتهم.

وكذلك من أطلق أسماءهم أو أوصافهم على غيرهم، أو فضل غيرهم عليهم، أو ساوى بينهم وبين غيرهم ولو كان من الصالحين المتقين، فضلًا عن مساواتهم بمدعي النبوة أو بالملاحدة الكافرين، ويكفر كذلك من نازع في عصمتهم، أو شكك في معجزاتهم والآيات التي بعثوا بها أو جحد ذلك.

والآن بعد الذكر الموجز لعقيدة أهل الإيمان في الرسل الكرام ننتقل إلى معرفة موقف أرباب الأدب العربي المعاصر من هذا الركن العظيم.

وقد تمهد معنا في هذا الباب قضيتان يُمكن من خلالهما معرفة أقوال هؤلاء:

القضية الأولى: إنكارهم لوجود اللَّه تعالى ولربوبيته وألوهيته، هي الدعامة الأولى التي ينهض عليها انحرافهم في أركان الإيمان الأخرى، إذ لابد أن تتسلسل الأخطاء بعد هذه الشناعة العظيمة مقتحمة التصور والإفكار والسلوك والأحوال من كل جهة وصوب، فإذا تاه الإنسان عن السلك الذي


= مسألة العصمة: مجموع الفتاوى ٤/ ٣١٩، ٣٢٠، ١٠/ ٢٩١، ٣١٣، ٢٩٣ - ٣١٣، ١٥/ ١٥٠، ٣٥/ ١٢٠، ١٢٥، ١٢٦، ولوامع الأنوار البهية ٢/ ٣٠٤.
(١) الآية ١١٠ من سورة آل عمران.

<<  <  ج: ص:  >  >>