أيضًا قصد الشيء يريدون به وجه اللَّه تعالى والتقرب به فيقع على خلاف مراد اللَّه الشرعي، إلّا أنه سبحانه لا يقرهم على شيء من هذين الوجهين أصلًا بل ينبههم على ذلك، وهذا هو معنى ما ورد من النصوص في توبة الأنبياء واستغفارهم وملام اللَّه لهم، وهذا معنى العصمة عند السلف أي إنهم لا يقرون على الذنوب التي تقع من غير قصد، أو تقع خلاف مراد اللَّه وهم يريدون وجه اللَّه تعالى، وقد تاب اللَّه على أنبيائه وغفر لهم، وقبل توبتهم ورفع درجتهم، وهم بعد التوبة أكمل منهم قبلها.
١٤ - ولا تكون العصمة لغير الأنبياء والمرسلين مهما كانت الدرجة والمنزلة.
١٥ - ومن الإيمان بالرسل: وجوب تكريمهم وتوقيرهم وإجلالهم جميعًا واعتقاد فضلهم على من سواهم من الصديقين والشهداء والصالحين والأولياء، ونبي واحد خير من جميع الأولياء.
١٦ - والرسل أفضل من الأنبياء، وبعض الرسل أفضل من بعض، وأفضل من الجميع خمسة هم أولو العزم: محمد ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم صلوات اللَّه وسلامه، وأفضلهم جميعًا نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-.
١٧ - ويجب الإيمان بأن محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- هو أفضل الأنبياء والمرسلين وخاتمهم، وشريعته ناسخة لجميع الشرائع، ودينه هو الدين الذي لا يقبل اللَّه بعد بعثته دينًا سواه، وقد بشر الرسل من قبل بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأخبروا بمجيئه، وهو سيد ولد آدم والشافع يوم القيامة وقد اتخذه اللَّه خليلًا، وخصه اللَّه دون غيره من الأنبياء بخصائص منها أنه أرسل إلى الناس كافة، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين فلا يبعث اللَّه بعده رسولًا، أمّا نزول عيسى آخر الزمان فهو حق وصدق ولكنه لا ينزل ليحكم بشريعة التوراة والإنجيل، بل يحكم بالقرآن، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويؤذن بالصلاة (١).
(١) انظر في هذا كله: كتاب الرسل والرسالات لعمر الأشقر، ثم معارج القبول ٢/ ٧٨ - ٨٢، والإيمان لمحمد نعيم ياسين: ص ٦٠ - ٨٢، وشرح أصول الإيمان لابن عثيمين: ص ٣٤ - ٣٩، وعقيدة أهل السنة والجماعة له: ص ٢١ - ٢٥. وانظر في =