للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحداثة، وبقول ينطبق على الحداثيين من الشعراء والقصاص والنقاد والمفكرين، يقول أدونيس:

(والحق أن شعراء التجربة في العالم العربي "ضالون" "ساقطون" لأنهم مغايرون وأفذاذ) (١).

فعلى الرغم من استخفافه بمضمون الضلال والسقوط إلّا أن هذا القول يعد شهادة واضحة من أستاذ خبير بالحداثة وداعية كبير من دعاة الحداثة، وهو بهذا يصف نفسه وتلامذته وسائر القطيع الحداثي، والحق ما شهد به العدو على نفسه!!.

• الطواف:

شعيرة من شعائر العبادة في الحج والعمرة، حيث أوجب اللَّه تعالى على مريد البيت بحج أو عمرة أن يطوف بالبيت العتيق سبعة أشواط بنية (٢).

وقد مرَّ قولهم في هذه الشعيرة عند الكلام عن السعي (٣)، ومن أبشع الأقوال وأخبثها نقل أدونيس لكلام الزنديق ابن الراوندي الذي (يرى أن الشريعة الإسلامية تتناقض مع العقل، يقول مثلًا: "إن الرسول، أتى بما كان منافرًا للعقول مثل الصلاة وغسل الجنابة ورمي الحجارة، والطواف حول بيت لا يسمع ولا يبصر، والعدو بين حجرين لا ينفعان ولا يضران، وهذا كله مما لا يقتضيه عقل. . .، وما الطواف على البيت إلّا كالطواف على غيره من البيوت) (٤).

وليس هنا مجال نقض كلام ابن الراوندي وذيله المعاصر؛ لأن هذه القضية مبنية أصلًا على جحدهما وجود اللَّه تعالى وألوهيته وجحد النبوة


(١) زمن الشعر: ص ١٥٠.
(٢) انظر: معجم لغة الفقهاء: ص ٢٩٣.
(٣) انظر: مجلة الناقد، العدد التاسع آذار ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ: ص ٩، والإسلام والحداثة: ص ١٥١.
(٤) نقل أدونيس لكلام ابن الراوندي الملحد مؤيدًا له في الثابت والمتحول ٢ - تأصيل الأصول: ص ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>