للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمَّا نزار قباني فيقدم شكره وامتداحه للضلال قائلًا:

(شكرًا

لأيام التسكع تحت أقواس الغمام، وماء تشرين الحزين

ولكل ساعات الضلال، ركل ساعات اليقين) (١).

أمَّا محمود درويش فإنه يجعل الماركسي منقذًا من الضلال في تلاعب واضح بهذا المفهوم، يقول في وصف أحد الماركسيين، وربما في وصف نفسه:

(يهذي خارج الذكرى: أنا الحامل عبء الأرض

والمنقذ من هذا الضلال. . .) (٢).

ويشرح أحد النقاد -في احتفالية حداثية معهودة- مرامي رواية ليلة القدر لابن جلون، ويثني على قول "زهرة" الشخصية الرئيسية في الرواية حين قالت:

(أنا ضلال لا يأسره دين) (٣).

وهذا القول الذي يشير إليه هذا الناقد ويمتدحه هو في رواية ليلة القدر كما يلي:

(- إنني في قطيعة مع العالم، أو على الأقل مع ماضيّ الشخصي، لقد اقتلعت كل شيء، إنني مقتلعة عن طواعية، وأحاول أن أكون سعيدة، أي أن أعيش حسب إمكانياتي، بجسدي الخاص، لقد اقتلعت الجذور والأقنعة أنا تيه لا تمسكه ديانة، أسير لا مبالية وأعبر الأساطير) (٤).

ولن أجد أصرح وأوضح من كلام أدونيس الذي يصف به شعراء


(١) الأعمال الشعرية لنزار ٢/ ٢٦.
(٢) ديوان محمود درويش: ص ٥٩٤.
(٣) انظر: هذا الثناء من عبده وزان في مجلة الناقد، العدد الثامن من شباط ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ: ص ٦٦ تحت عنوان الانتقام من الماضي.
(٤) ليلة القدر: ص ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>