للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحيث يُمكن التماري حوله قبولًا وردًا، بل هو من قضايا التوحيد ومن ثوابت الإيمان؛ ذلك أن أي خصيصة من خصائص الألوهية يعد إنكارها أو التشكيك فيها ناقضًا من نواقض الإسلام.

لأن الإسلام هو الاستسلام الكامل للَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، والإذعان له، بتصديق خبره وامتثال أمره.

والكفر الذي يسبب الخلود في نار جهنم هو التكذيب والإعراض عن هذا؛ إذ كيف يعد مسلمًا من قابل خبر اللَّه أو بعضه بالتكذيب، أو استقبل شيئًا من شريعته بالإعراض والرد؟، وهذا الأمر من محكمات الدين الإسلاميّ، وهو من الحدود الفاصلة بين الإسلام والكفر والإيمان والنفاق، وهو الميدان الذي يتصاول فيه دعاة الإسلام مع أعدائه وشانئيه.

وهؤلاء الذين ينكرون بعض خصائص الألوهية يمارسون ذلك من عدة أوجه وبعدة أساليب، وسوف أذكر بعضًا من ذلك على سبيل التمثيل لهذا اللون من الانحراف العقديّ في الأدب الحديث:

نفي حق اللَّه تعالى في حكم عباده والتشريع لهم، باعتقاد العلمانية دينًا أو الإلحاد الصريح مذهبًا، أو بالزعم بأن دين اللَّه تعالى لا يصلح لهذا الزمان أو أن أحكامه بشعة وغير ذلك من سعيهم في آيات اللَّه معاجزين، وسيأتي فصل مستقل بهذا النوع من الانحراف، وإنّما أشير هنا إلى بعض الأمثلة في ذلك:

يقول نصر حامد أبو زيد (١) في معرض رده لنصوص الوحي المعصوم


(١) نصر حامد أبو زيد، أحد أشد عتاة أعداء الإسلام المعاصرين، يرى أن القرآن العظيم مجرد نص لغويّ، وأن الوحي مجرد ظاهرة، وكل ذلك قابل للنقاش والأخذ والرد، يتبنى العلمانية دينًا، ومناقضة الإسلام مبدأ، ومحاربة الشريعة الإسلامية غاية، اهتم بالدراسات اللغوية وعلوم القرآن وقضايا التأويل، محاولًا إيجاد أرضية فكرية لتقويض الإسلام، مجمل كتاباته تدل على أنه يتبنى هدم الإسلام من داخل الإسلام نفسه، وفي هذا البحث مناقشة لبعض آرائه، حمته السلطة العلمانية، ومنعت من مقاضاته، وسهلت خروجه خارج البلد، حيث تلقفته الجامعات الغربية في أسبانيا وهولندا وأمريكا وفرنسا.

<<  <  ج: ص:  >  >>