للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وهو في ثقافته وفكره يريد للمرأة أن تتحرر، رغم أنه يراها بسبب وضعه الأول مقيدة بأغلال الحب والجنس، وقد رآها متحررة، وأعجب بتحررها) (١).

ويورد هذا الناقد جملة من أقوال الشعراء الحداثيين ويخلص بنتائج منها قوله بعد إيراد كلام لصلاح عبد الصبور: (في القديم كان الحب يخضع للترتيب والحسبان، كانوا يقولون نظرة فابتسامة فسلام. . . الخ، أمّا اليوم فإن العاشق العصري قد يلتقي بمحبوبته "من قبل أن يبتسما" وقد يذوق العاشقان ما يذوقان قبل أن يشتهياه، فالحب لحظة شبق تضيع قبل أن تتحد أبعادها أو يعرف الممارسان لها أحدهما الآخر) (٢).

أمَّا عند أدونيس الذي يرى العلاقة بالمرأة تتم (عن طريق الحب الجسد كما تعبر عن ذلك قصيدته تحولات العاشق) (٣). (يجب أن تتذكر أنه في خلال الثلاثين سنة الماضية، قد تم تطوران كبيران -إلى جانب تطورات أخرى- وهما تطور وضع المرأة، وتطور فكرة الحب) (٤). ("ظاهرة الحب" أصابها التغير بفعل الزمن فجفت وأصبحت قاصرة على العلاقات الجسدية) (٥).

وقد صرح نزار قباني بأنه يحارب ألوان الحب الشرقي (٦)، وهي دعوة للدعارة على الطريقة الغربية، ويصرح بأنه يتعاطى الحب بالأسنان والأظافر (٧)، ويقصد الجنس، وهو كلام شائع ذائع عندهم، مألوف في


(١) انظر: المصدر السابق: ص ١٤٠.
(٢) اتجاهات الشعر العربي: ص ١٤٣ - ١٤٤.
(٣) المصدر السابق: ص ١٤٧.
(٤) المصدر السابق: ص ١٤٩.
(٥) المصدر السابق: ص ١٥١.
(٦) أسئلة الشعر: ص ١٩٧.
(٧) المصدر السابق: ص ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>