للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (إن الشعر الجديد هو، بشكل ما، كشف عن حياتنا المعاصرة في عبثيتها وخللها، إنه كشف عن التشققات في الكينونة المعاصرة. . . من هنا كراهية المنطق الخطابي في الشعر الجديد، فهذه الكراهية خاصة من خاصياته الرئيسية، إن حب المنطق هو من مميزات سكان عالم منظم، مميزات إنسان يحيا في إنسانية موقفة، لها عوامل يقينها. . . إن الإنسان الذي يحيا في عالم غير يقيني، يتجنب المنطق ولا يخدع به) (١).

ويعبر عن الفوضى العقلية والعملية لدى الشاعر الحديث قائلًا: (كل ما يتعارف عليه الناس، يصبح بالنسبة إليّ مقننًا أي خارج الشعر، وخروجي عليه هو بالنسبة إلى دخول في الشعر في حين يرونه خروجًا على ما اعتادوه) (٢).

وبما أن العقل قالب والنظام قالب فإن أدونيس يعلن: (أنا أنفر من القالب نفوري من القبر، القالب قبر) (٣).

ويطالب أن تكون القصيدة مشهدًا فوضويًا (٤).

وفي اعتناقه للصوفية الباطنية والسوريالية الإلحادية، يردد أقاويل مكررة من رفض للعقل ودعوة للغيبوبة والباطن، على وفق منبته الباطني النصيري وتفرعاته المادية الإلحادية، ولذلك نجده يعقد مقارنة ابتهاجية إشادية بين الصوفية والسوريالية على أساس أن (. . . دعوى السوريالية الأولى هي أنها حركة لقول ما لم يقل، أو ما لا يقال، ومدار الصوفية كما أفهمها هو اللامعقول اللامرئي اللامعروف) (٥).

ثم يستشهد بأقوال بعض الغربيين ثم يضيف: (ويؤكد الكاتب أن


(١) المصدر السابق: ص ١٩ - ٢٠.
(٢) و (٣) أسئلة الشعر: ص ١٢٦.
(٤) انظر: المصدر السابق: ص ١٢٧.
(٥) الصوفية والسوريالية: ص ١٢ - ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>