للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انشغاله في غزو مسافات أكبر للجمال والحب والحرية. . .

والحاجة اليوم أراها إلى كتابة تمزق حجابها بعد ما تمزق وجدانها، إلى كتابة تقول المحرم والممنوع والمخيف والمهول والرائع والمدهش والمذهل والساحر الرهيب، ولو لُعنت ورجمت واضطهد أصحابها حتى الموت. . .

الحاجة إلى كتابة العري، عري الذات والفكر والدخيلاء والحلم والكابوس والنظر والبصيرة والشوق والاستيهام والنوايا، عري المنطق عري الاقتناع، أي الشك، عري الإيمان، عري المحاكمة الذاتية والموضوعية، عري الخطايا، عري الضعف والانحلال، عري الجنون، عري السقوط، عري الصلاة العارية والهرطقة العارية والعربدة العادية) (١).

ويؤسس يوسف الخال طريق الفوضى المنافية للنظام والعقل والمنطق، ومن هذا التأسيس قوله: (الشاعر المبدع هو الذي يضع نظامه ثم يصبح هذا النظام قانونأ يهتدي به الآخرون ثم يغيرونه، هم أيضًا أحرار في تغييره أو رفضه. . .

أكثر شيء اهتدينا به هو تخليص الشاعر العربي من القوانين المفروضة عليه) (٢).

وقبل ذلك كان قد بين أن (أول بند في المجلة "يقصد مجلة شعر" أن الشاعر حر وهو يضع قوانينه وهو فوق القوانين الشعرية والضوابط الشعرية، وليست هي فوقه، هو الذي يضع النظام ولا يضعه النظام) (٣).

أمَّا أدونيس الذي ملأ كتبه ضجيجًا ادعائيًا بالعقلانية والعلمية فإنه يقر بنفسه أنه يدين العقل والعلم ويضاد العقل وينافي العقل، وذلك في مواطن عديدة منها قوله: (يمكننا القول أن الشعر الجديد نوع من المعرفة التي لها قوانينها الخاصة في معزل عن قوانين العلم) (٤).


(١) مجلة الناقد - العدد الأول تموز ١٩٨٨ م/ ١٤٠٨ هـ: ص ٧.
(٢) قضايا الشعر الحديث: ص ٢٩٧.
(٣) المصدر السابق: ص ٢٩٦.
(٤) زمن الشعر: ص ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>