للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويذهب محمد جمالى باروت -في دراسته لديوان "أغاني القبة" (١) - إلى أن من أسس الرؤية الحداثية: تشويش الوعي صوفيًا وسورياليًا وإدانة العقل، وأن صاحب هذا الديوان: (هو أحد الذين عرفوا السوريالية باسم آخر لها هو الصوفية، ويصل الاعتراف بالدور المطلق و"اللاشعور" في عملية الإبداع الشعري. . . إلى الدرجة التي يدين فيها "العقل" وأي أثر من آثار "اليقظة" أو "الوعي") (٢).

ولحداثي آخر توصيف للحداثة أدق وأشمل، وذلك في قوله: (إن البلبلة والتشوش سمة مميزة للحداثة التي تريد أن تنطوي على وجود بدون وجود، وعلى نص بدون نص، وعلى سؤال بدون سؤال. . .

فالحداثة: هي اللاذات، اللا - أساس، اللا - قول، واللا - ذاكرة، حيث بالإمكان تمديد هذه التوالية من "اللاءات" إلى ما لا نهاية: اللامنطق، اللاعقل، اللاحداثة.

وبذلك فإن الكتابة الحداثية تغدو ممكن قول أي شيء. . .

إذا كان للضرورة من معنى في السياق "الحداثي" هي حرية التحرر من العقل.

إن الوضعية المنطقية التي هي الظل الفلسفي لكل تيارات الحداثة، تتخلى في الوعي "الحداثوي" العربي عن المنطق، ليبقى الوضع بمثابته المطلق الوحيد) (٣).

أمَّا أنسي الحاج فإنه يعبر هذه القضية بالدعوة إلى الانتهاك واختراق الحدود، والعري، وذلك في قوله: (اتحدث عن صدم، انتهاك، يخترق الحدود من أجل توسيع الحياة انتهاك يندفع إلى تجاوز القوانين والتقاليد بقوة


(١) أغاني القبة لخير الدين الأسدي.
(٢) الحداثة الأولى: ص ٢٣٧.
(٣) قضايا شهادات ٢ صيف ١٩٩٠ م/ ١٤١٠ هـ: ص ٢٩٢ - ٢٩٣ من مقال بعنوان "الحداثة عقيدة الأفاعي" لعبد الرزاق عيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>