للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحق اقول

الخالق والمأساة هو الإنسان

ويغيب يسوع) (١).

كل هذه النصوص وغيرها مما لم أنقله وهو كثير، يدل بيقين على القوم يعتقدون أن الرسل والرسالات ضد العقل والمصلحة ومع التخلف والرجعية.

وهم في هذا الإطار يدعون أنهم مع العقل والتقدم والعلم والنظام والمنطق.

وسوف أنقل هنا جملة من النصوص التي تكذب دعواهم هذه وتبين أنهم ليسوا -فقط- يتخلون عن العقل والعلم والمنطق، بل يدينون كل ذلك ويضادونه ويعتبرونه من العوائق.

ففي توصيف تنظيري يذكر إحسان عباس مضامين الثورة الحداثية التي تعتمد على مبدأ التحطيم لسلطة الأب وتفكيك نظام العائلة، وتحدي السماء، وإشاحة الوجه عن كل ما هو وراء الغيب، يقول: (. . . الثورة حين تعتمد التحطيم ترتبط بالإخافة لمن لا يقدرون على تصور كل نتائجها، وهؤلاء يخشون إلى درجة الرعب انهيار سلطة الأب، وتفكك نظام العائلة، وبالتالي تقشعر نفوسهم من التحدي للسماء، ذلك أن إنسانية الإنسان -دون أي شيء آخر- تعني فيما تعنيه إشاحة الوجه عن كل ما هو وراء الغيب، وهذه سمة بارزة في الشعر الحديث، ولا يخفف من وقعها أن نحتال لها بالتفسيرات والتوجيهات. . .

ثم إن ارتباط جانب من هذا الشعر بالرفض المطلق فيه تحد للعلم والعقل والنظام) (٢).


(١) ديوان الفيتوري ١/ ٤٥٨.
(٢) اتجاهات الشعر العربي المعاصر: ص ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>