للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السريع والتخريب المباشر، وتوجهوا إلى نصوص القرآن العظيم ثم إلى نصوص السنّة الشريفة ثم إلى سيرة وحياة الرسول الكريم -صلى اللَّه عليه وسلم- يدرسونها وفق هذه النظريات المستعارة، وقد أخذوها بتسليم كامل وقطعوا بصحتها وجزموا بسلامتها، وأوصلوها إلى درجة القداسة، وهذه بلا شك عقيدة كل معتقد، وهؤلاء أصبحوا يعتقدون بهذه المناهج وهذه الفلسفات اعتقادًا يجزمون به، ويجعلونه مقياسًا لكل أمر يتناولونه، ومن يقرأ كلام أركون في ما يسميه "التاريخية" يرى بوضوح مقدار تشبعه بهذا المنهج حتى أصبح عقيدة يزن بها الكتب المنزلة وكل قضايا الوحي ومقتضياته.

وأثناء قراءة كتب ومقالات أعداء الوحي من المستغربين من أبناء المسلمين وجدت أنهم لم يخرجوا عن المفهوم الغربي في دراستهم لدين الإسلام، ولذلك تجدهم يرددون بإمعيّة كاملة ألفاظ ومصطلحات أساتذتهم فيطلقون على الوحي مصطلح "ميثولوجيا" أي مجموعة الأساطير التي تعمل على فك مستغلفات الحياة والموت (١)، ويجعلون المنهج "الميتولوجي" أساس دراستهم باعتباره علمًا يعالج تصنيف المعتقدات ويحللها ويقارنها وفق المفهوم الغربي بطبيعة الحال.

وأحيانًا يسمون نصوص الوحي "الميثات" جمع "ميث" وهي الأسطورة والقصة الخرافية التي يسودها الخيال، وتبرز قوى الطبيعة في صور كائنات حية ذات شخصية ممتازة، وتستخدم في عرض مذهب أو فكرة عرضًا شعريًا قصصيًا (٢).

وإذا تكلموا عن الدين أطلقوا عليه اسم "ثيولوجي" وهو مصطلح يعني اللاهوت بالمفهوم الغربي النصراني واليهودي ويعرفونه بأنه علم يبحث في وجود اللَّه وذاته وصفاته وشممى أيضًا "ثولوجيا" وعلم الربوبية والإلهيات،


(١) انظر الميث الأسطورة في: المعجم الفلسفي: ص ١٣، ومعجم المصطلحات والشواهد الفلسفية: ص ٤٢، والمفاهيم والألفاظ في الفلسفة الحديثة: ص ١٤٥، ومعجم المصطلحات الأدبية: ص ١٠٦.
(٢) انظر الميثولوجيا في: معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة لعلوش: ص ٢٠٧، والموسوعة العربية الميسرة ٢/ ١٧٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>