للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الشعر محصور بالإنسان، وبالإنسان فقط، ومما لا شك فيه أن القلب الإنساني تركيب سماوي، ولكنه تركيب ملغوم بكثير من الاحتمالات التي لا تتوقعها السماء، القلب الإنساني قمقم رماه اللَّه على شاطيء هذه الأرض، وأعتقد أن اللَّه نفسه لا يعرف محتوى هذا القمم ولا جنسية العفاريت التي ستنطلق منه، والشعر واحد من هذه العفاريت) (١).

أمّا البياتي فيعبر عن رفضه للدين ومعاداته له ولما ينبثق عنه من تراث وحضارة بقوله:

(وبصقت في وجه السماء) (٢).

وقوله مخاطبًا عشتار:

(وتمزقت وناديتك باسم الكلمة

باحثًا عن وجهك الحلو الصعير

في عصور القتل والإرهاب والسحر وموت الآلهة

وتمنيتك في موتي وفي بعثي وقبلت قبور الأولياء

وتراب العاشق الأعظم في أعياده موت الفقراء

ضارعًا أسأل، لكن السماء

مطرت بعد صلاتي الألف ثلجًا ودماء

ودمى عمياء من طين وأشباح نساء

لم يرين الفجر في قلبي ولا الليل في وجهي بكاء

فمتى تنهل كالنجمة عشار وتأتي. . .) (٣).

ويبحث عن جذر يشاركه هذه النظرة المحتقرة، وينفش في رواق الإسلام


(١) أسئلة الشعر: ص ١٩٥.
(٢) ديوان البياتي ١/ ١٧٨.
(٣) المصدر السابق ٢/ ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>