للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النظيف الطاهر فلا يجد إلّا شبيهًا له في الشك والريب والاضطراب، فيتكيء عليه جاعلًا منه سلفًا ومطيته إلى رموزه الشيوعية من لوركا إلى الفقراء الكادحين الذين يفني باسمهم تحت لواء المطرقة والمنجل، فيقول:

(شيخ المعرة الضرير يفتح الكوة في اكتئاب

ويحدج السماء

بنظرة ازدراء

. . . لوركا يُجرُ واقفًا للموت في الميلاد

أمامه كانت كلاب الصيد تجري

تنبح الجلاد) (١).

ونظرة الاحتقار للسماء التي عبر عنها البياتي من خلال سلفه البائد، هي النظرة نفسها التي عبر عنها صلاح عبد الصبور في قصيدة الناس في بلادي في قوله:

(. . . فالعام عام جوع

وعند باب القبر قام صاحبي خليل

حفيد عمي مصطفى

وحين مد للسماء زنده المفتول

ماجت على عينيه نظرة احتقار

فالعام عام جوع) (٢).

(. . . هنا صورة أخرى قاتمة للقدر، واتهام للمقدر ومزيد من الانحراف والكفر، وإذا كان المؤمنون يضرعون إلى اللَّه تعالى في أعوام


(١) المصدر السابق ٢/ ٦٩ - ٧٠.
(٢) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٣١ - ٣٢. ونحو هذا القول قاله السياب. انظر: ديوانه: ص ٥٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>