للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع جلاء هذه الحقيقة حتى لنجيب محفوظ فإن الملاحق الثقافية والفنية ما فتئت تبكي على عدم وصول الجائزة -قبل نجيب- لمن يستحقها.

ففي ملحق الحياة الثقافية في مجلة اقرأ عنوان "هكذا تصل الجوائز إلى الذين لا يستحقونها" وتحته ما يلي: (جائزة نوبل لا تعترف بالمبدعين العرب، وبعيدًا عن أي ظلال قومية أو وجدانية، فإن نقادًا عالميين يعترفون الآن بعالمية، عدد من الكتاب العرب، ومع ذلك فلا تزال أسماء مثل نجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف وأدونيس بعيدة عن التكريم. . . أبواب نوبل مقفلة أمام العرب، ولكن من تراه يكتب تلك التقارير النقدية التي تشكل الطريق إلى الاختيار؟ ذات يوم كتبت إحدى المجلات الفرنسية الأدبية تقول: "هل يوجد حقًا وراء أعضاء الأكاديمية السويدية رجال مقنعون، يحملون مسدسات مجهزة بكاتم للصوت هم الذين يختارون الرجل الذي يتربع على عرش الأدب لمدة عام كامل؟ " كثيرون في العالم الثالث قالوا إن أجهزة استخبارات وعلى رأسها الـ "سي. آي. إي" بالطبع تشارك في الاختيار، لكن هذا ظل مجرد كلام وإن كان واضحًا، إن للاختيار دائمًا ظلالًا سياسية مقنعة) (١).

وفي ملحق آخر يتباكى أصحاب الملحق على عدم منح الجائزة لكتاب وأدباء عرب، تحت عنوان "أسئلة حول ترشيح الحبابي لجائزة نوبل، ومشكلات الكتابة بالفرنسية) (٢).

فإذا كان هذا الكلام عن جائزة نوبل والعداء -آنذاك- معلن ضد اليهود والصهيونية، فماذا تتوقع منهم اليوم، وموائد السلام تبسط، والأكلة على قصعتها من كل المذاهب والمناهج الحداثية والعلمانية.


(١) مجلة اقرأ، العدد ٥٩٠ في ١٣/ ٢/ ١٤٠٧ هـ ص ٣٦.
(٢) جريدة الرياض، العدد ٧٠٩٥ في ٥/ ٢/ ١٤٠٨ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>