للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال هذا الكاتب هذه الأقوال عندما ذهب أميل حبيبي إلى مؤتمر في "عشق آباد" عاصمة تركمانستان قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث التقى هناك ببقايا الشيوعيين والماركسيين واليساريين العرب، لترميم ما يُمكن ترميمه من الرداء الماركسي المهتريء، وفي المؤتمر قال أميل حبيبي كلمته الصهيونية: (فلتكفوا أيها العرب عن التدخل في القضية الفلسطينية) (١).

وقد اعتبر هذا الكاتب المدافع والمبجل لأميل حبيبي أن النقد الذي وجه إليه إنَّما هو (تكريس للنزعة الشوفينية) (٢).

وهي من العبارات المستهلكة التي طالما رددها الماركسيون.

وهذا المديح والإطراء الزائد يدلنا على نوعية من الاحتفاء الحداثي، حتى ولو كان في الأمر قلب كامل للحقائق، فمن هو أميل حبيبي هذا؟.

لقد استنكر بعض الكتاب العرب قبوله لهذه الجائزة اليهودية التي لا تمنح إلَّا لشخص قدم لدولة اليهود الخدمات الكبيرة، وطالب بعضهم بمراجعة "حبيبي" لموقفه قبل أن يستلم الجائزة من وزير الثقافة الإسرائيلي في ١٥ مايو ١٩٩٣ م/ ١٤١٣ هـ، الذي يوافق مرور أربعة وأربعين عامًا على اغتصاب اليهود لأرض الإسراء.

ولكن الذين يعرفون أميل حبيبي تمام المعرفة لم يفاجأوا بأخذه للجائزة، التي تعتبر اعترافًا من اليهود بفضل من ينالها، وتتويجًا منهم لهذا الرجل الذي بذل في خدمة اليهود ودولتهم أكثر عمره، ابتداءً بقبوله الطوعي للجنسية الإسرائيلية، ودخوله الكنيست عضوًا ممثلًا للحزب الشيوعي الإسرائيلي "راكاح"، وانتهاءً بدعواته المتواصلة للاعتراف بإسرائيل والتعايش السلمي معها وتطبيع العلاقات معها والحياة تحت ظل حكم اليهود (٣).

وقبوله لهذه الجائزة ما هو إلَّا حلقة من حلقات التآمر والعمالة والولاء


(١) و (٢) جريدة عكاظ، العدد ٨٤٨٨ في ١٠/ ٣/ ١٤١٠ هـ - ١٩٨٩ م: ص ١١.
(٣) انظر: رأيهم في الإسلام: ص ٣٧ - ٤٧، ومقال الأستاذ بكر بصفر في جريدة المسلمون ١/ ١٠/ ١٤١٢ هـ بعنوان ضعف الطالب والمطلوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>