للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سألت الملايين من عاشقيها. . .

تراءت لعيني عمودًا من النور خلف ظلال المساء

على صفحات كتاب قديم

بعيني فتاة تصلي

بوجه دميم

بمنقار عصفورة تذرع الحقل

في دمع طفل يتيم

تقربت منها تلاشت

وعذبني هجرها المستديم. . .

وفتشت عنها عيون النهار وقلب المكان

فلاحت على البعد لكنها كالشهاب

اختفت من جديد

فعدت كما كنت، عاد الشريد

وعمري قصير، ودربي إليها بعيد بعيد) (١).

قال اللَّه تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (٢).

أمَّا الباطني أدونيس فإنه مع نفيه لوجود حقيقة كما سبق ذكره (٣)، إلّا أنه يعترف بوجود حقيقة، كيف ذلك؟! هكذا هو جُبُّ الحداثة يجمع كل المتناقضات!!.


(١) ديوان المقالح: ص ٨٠ - ٨٢.
(٢) الآية ٤٦ من سورة الحج.
(٣) انظر: زمن الشعر: ص ٢٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>