للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفط يمتح من المخزون "النقلي والاتباعي" الذي ظل معاديًا للحداثة طوال عصور التراث. . . إن إسلام النفط يكرر الأصوات السابقة في التراث النقلي. . .) (١).

ثم يورد حملة من الأحاديث والآثار التي تأمر بالالتزام بالإسلام والاعتصام بالسنة والبعد عن البدعة، والاستمساك بالجماعة وترك التفرق والمحدثات، وبعد ذلك يقول: (هذه الدوال تشير إلى أصول نقلية يتم تأويلها في الممارسة الإيديولوجية فتتحول إلى مخايلات تقترن التقليد بسلامة الدين وتصل أعمال العقل بالبدعة، وتربط البدعة بالضلالة المفضية إلى النار، وفي الوقت نفسه، تتسع بمفهوم البدعة لتجعل منها قرينة كل فعل إنساني يسعى إلى اكتشاف أفق مغاير. . .) (٢).

ومن هذا القول يُمكن التيقن بمدى عمق جهلهم بدين الإسلام، وعمق البغض له أيضًا.

وعلى هذه المقدمة الجاهلية الباطلة وضع النتيجة القائلة بأن الإبداع يعني البدعة والحداثة تعني الإحداث، وحيث إن الإسلام أمر بالسنة ونهى عن البدع والمحدثات فلابد حينئذٍ من الصراع بين الإسلام أو ما يسميه إسلام النفط والحداثة.

وعلى الرغم من المقارنة الباطلة، والمقدمة والنتيجة الخاطئة، فإنه ينبغي أن نبين أن الإسلام عندما يواجه الحداثة ويناقضها لا على أساس أنها بدعة أو محدثة، فالبدع والمحدثات إنّما تكون في الدين ويقصد بها القربة إلى اللَّه رب العالمين، بل يحاربها على أساس أنها ضد الدين جملة وتفصيلًا، ومحاولة جابر عصفور هذه محاولة ضمن المحاولات العلمانية المغالطة، التي تحاول أن تصور أن الحداثة ما زالت ضمن الإطار العام للإسلام!! ولكن أصحاب المخزون النقلي والنصوصية


(١) الإسلام والحداثة: ص ١٧٩.
(٢) المصدر السابق: ص ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>