للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاتباعية يأبون ذلك ويحاربونه!! ثم هو لا يقول بأن ذلك هو موقف الإسلام الصحيح من الحداثة، وإنّما يلبس تلبيسًا آخر حين يصور أن هذا الموقف هو موقف فئة يُسمى إسلامها "إسلام النفط" أو "الإسلام النقلي" أو "الإسلام الاتباعي".

(ومن الطبيعي أن يمثل خطاب الحداثة نقيضًا صارمًا لكل ما ينطوي عليه خطاب إسلام النفط من دلالات، فالحداثة تعني الإبداع الذي هو نقيض الاتباع والعقل الذي هو نقيض النقل) (١).

ولا يدري هذا الجاهل أنه بهذا القول ينقص كل حججه، ويكشف كل مراوغاته، ويصم نفسه بالمروق والفسوق، من حيث ظن أنه يُمكنه الاتصاف بالحداثة والإسلام!!، وما أسر ابن آدم سريرة إلّا أظهرها اللَّه على فلتات لسانه {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} (٢).

(يضحكني العميان

حين يقاضون الألوان

وينادون بشمس تجريديه

تضحكني الأوثان

حين تنادي الناس إلى الإيمان

وتسب عهود الوثنية، يضحكني العريان

حين يباهي بالأصواف الأوروبية!) (٣).

ومن هذا القبيل الذي ذكره جابر عصفور عن الإبداع والبدعة والأحداث والحداثة، ومحاربة السنة والاتباع والتسليم للوحي، قول أدونيس


(١) المصدر السابق: ص ١٨٨.
(٢) الآية ٣٠ من سورة محمد.
(٣) لافتات لأحمد مطر ١/ ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>