للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي افتتاحية العدد الأول من مجلة الأديب ذات التوجه الاشتراكي الماركسي، يكتب رئيس تحريرها النصراني الماركسي عن أهداف هذه المجلة التي (تطمح أن تكون معرضًا للإنتاج الفني والأدبي "العلمي، ومنبرًا للرأي السياسي المنبثق من العقيدة الصادقة والإيمان الخالص. . .) (١).

فهل يريد عقيدته النصرانية أم الحداثية أم الماركسية؟ وهل يريد الإيمان الخالص بهذه أم بغيرها؟

{قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (٢).

أمَّا الحداثي العلماني يوسف إدريس (٣): (رجل النجاح الكلي والتطرف الكلي) (٤) حسب رأي مؤلفي كتاب رأيهم في الإسلام، والذين زادوا في وصفه بأنه صاحب: (الصدمات التي أحدثها نضاله العلماني فصدع أوصال الإسلام الرجعي) (٥)، يصف هذا الحداثي المتطرف الشعب المصري فيرى أنه لم يفارق الإيمان من عهد الفراعنة حتى اليوم، أي أنه يساوي بين الكفر والإسلام في مسمى الإيمان، وهذا تلويث مقصود، يقول: (. . . إن


(١) مجلة الأديب العدد الأول: ص ١ في ١/ ١/ ١٩٤٢ م/ ١٣٦٠ هـ بقلم ألبير أديب.
(٢) الآية ٩٣ من سورة البقرة.
(٣) يوسف إدريس طبيب مصري وأديب وقصاص حداثي علماني متفرغ لذلك وللعمل في جريدة الجمهورية، ولد في ١٣٤٥ هـ/ ١٩٢٧ م، وهلك سنة ١٤١١ هـ/ ١٩٩١ م بعد أن كتب كثيرًا من القصص والدراسات والمقالات المليئة بالمضامين اللادينية، وهو أول من خط مسرحيات بالعامية، وأغرق في وصف آفات المجتمع كالجريمة والشذوذ الجنسي، مصادم للناس، مسهب في الإنثاء، موهوب في الشتم والهجاء، يفخر بأنه صدع بنضاله العلماني أوصال الإسلام الرجعي، يرى أن الشعب المصري مؤمن من عهد الفراعنة، وأنه يجب عدم مقاومة أي غزو ثقافي، ويرى أن الإسلام لا يصلح نظامًا للحكم، وغير ذلك من الأفكار المنحرفة، وقد رثاه الكتاب العلمانيون والحداثيون رثاءًا حارًا، احتفائيًا كعادتهم، وثرت ذلك الهيثة المصرية العامة للكتاب في أكثر من ألف صفحة، مع ملحق بأسماء أعماله التأليفية والصحفية تحت عنوان "يوسف إدريس ١٩٢٧ م - ١٩٩١ م". انظر: رأيهم في الإسلام: ص ٩٣، والصراع بين القديم والجديد ٢/ ١٢٣٢.
(٤) رأيهم في الإسلام: ص ٩٣.
(٥) المصدر السابق: ص ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>