ولكن اختلفوا على ذلك فحصلت هذه الواقعة، وموقفنا الذي نعتقده أن نكل أمرهم إلى الله فلا نسبهم، بل نعذرهم بهذا الاجتهاد، ولا نعيب واحداً منهم، هذا هو القول الصحيح.
والآيات التي وردت في فضلهم -كالآيات التي ساقها المؤلف- تدل على مميزات لهم:
الآية الأولى: قوله تعالى في سورة الحشر: (ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنا)(الحشر:١٠) ، فالغل هو الحقد، فكل من جاء بعد الصحابة يمدحهم، ويقول هذه المقالة فإنه من جملة الذين يغفر لهم -إن شاء الله- ويستجاب فيه دعاؤهم.
أما الآية الثانية: في قوله تعالى: (محمدُ رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)(الفتح:٢٩) ، هذا الوصف ميزة لهم وفضيلة:(أشداء على الكفار رحماء بينهم)(الفتح:٢٩) .
وقد مدحهم بعض الشعراء بقوله:
في الليل رهبانٌ وعند قتالهم لعدوهم من أشجع الأبطال
ففي الليل رهبان يصلون يتهجدون، وعند لقائهم العدو أبطال وشجعان، فهم فيما بينهم متآخون ومتحابون كما وصفهم الله تعالى بقوله:(فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)(المائدة:٥٤) . وهذه الآية اشتملت على ستة من فضائلهم الكثيرة.