فمثلاً: إذا رأى الناس الشاب وقد ظهرت عليه علامات التدين والصلاح قالوا: هذا شاب ملتزم.
فإذا رأوه وقد أعفى لحيته، ورفع ثوبه، وحافظ على الصلاة وسابق إليها، واقترن بأصحاب الخير وصحبهم، وسارع إلى الأعمال الخيرية، وزهد في المعاصي والمحرمات، وأقبل على حلقات العلماء ومحاضراتهم، وأكب على تعلم العلم الصحيح واقتناء كتب السنة ومجالسة الصالحين، فهذا عندهم:(ملتزم) .
وهذه بلا شك من صفات الشباب الملتزم الذي قد حافظ على هذه الصفات، لأنه عرف أن الله تعالى أمره بذلك وأحبها منه، ولكن هناك من يخالفه في ذلك -وهم كثير على مر الزمان والعصور- من الشباب المنحرف:
فكم دعوه إلى التخلي عن العبادة فخالفهم ونابذهم؟! لأنه عرف انهم على ضلال وعلى باطل!
لقد رأينا الكثير منذ ثلاثين أو أربعين سنة قد فشى حلق اللحى في الشباب، وخاصةً في الطلاب الذين يدرسون في المدارس والمعاهد والجامعات.
لقد تربى هؤلاء الشباب على حلق اللحى، وسبب ذلك أن الذين ربوهم وعلموهم كانوا على هذه الطريقة فقلدهم من قلدهم، حتى أصبح الأمر مشهوراً لا يُسْتَنْكَر، وأصبح الذين يتكلمون فيه كأنهم يتكلمون في شيء فضولي.
ولكن وفق الله بعض عباده فعرفوا الحق كما ينبغي، فقالوا:
لماذا هذه المعصية الظاهرة؟!
ولماذا هذه المعاندة الظاهرة؟!
أليست طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بالتقديم والاتباع؟!
ثم أليس كبار المعلمين وكبار المفكرين العاقلين، أولى بتطبيق السنة حتى يكونوا قدوة حسنة لغير؟!
إنه يجب علينا أن نطبق شرع الله ونعمل بالسنة، ولو لقينا ما لقينا، فنوفر اللحى ولو استهزأ بنا الآخرون ولو سخر منّا فلان وفلان. فما دمنا متبعين وما دمنا متمسكين وكان دليلنا في ذلك الكتاب والسنة فلا يضرنا الاستهزاء ولا السخرية.