فلأجل ذلك قام البعض ممن هداهم الله بتطبيق السنة والحرص عليها؛ غير ناظرين لمن خالفهم من جماهير الناس.
وعلينا أن نعلم أن توفير اللحى سنة يجب اتباعها، وهي من صفات الشاب الملتزم، ولكن ليست هي كل الالتزام.
ومثال آخر: لقد رأينا وترون أن أثرياء الناس وكبراءهم ومشاهيرهم قد ابتلوا بالإسبال، وهو: جر الثياب؛ بل وجر كل اللباس فخراً وكبراً أو خيلاء ونحوها.
إنهم بعملهم هذا قد خالفوا النصوص الصريحة الصحيحة، التي لا خلاف في ثبوتها، والتي تحرّم على الإنسان أن يجر ثوبه خيلاء وأن يسبل في لباسه.
إن العمل بهذه السنة؛ وهو: رفع الثوب إلى فوق الكعب لا شك أنه التزام وتمسك وعمل بالشريعة، وتطبيق للسنة النبوية الشريفة، واستقامة على أمر الله عز وجل.
ولكن هناك من خالف في الأمر وأطاعوا الشيطان؛ الذي زين لهم سوء أعمالهم فتركوا أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم. ولكن الشاب الملتزم عليه أن يثبت ولو خالف من خالف، ولو تنقص من تنقص؛ لأن الذي يطيع الله ويطيع رسوله صلى الله عليه وسلم ويعمل بشريعته ويكون دليله قوياً وثابتاً لا يستطيع أحد أن ينتقده أو يرد عليه.
وكذلك هناك أمور أخرى لم نذكرها ينبغي أن يلتزم بها من وفقه الله تعالى للاستقامة ويكون دليله في ذلك الكتاب والسنة.
الالتزام هو الاعتصام:
قال تعالى:(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) .
الاعتصام: هو لزوم الشيء والتمسك به.
وحبل الله تعالى: هو السبب الذي يوصل إلى رضاه، ويوصل إلى ثوابه، ويوصل إلى جنته ودار كرامته.
وسماه الله تعالى حبلاً في هذه الآية؛ لأن من تمسك به نجى ومن تركه اختل تمسكه واختل سيرهُ.
الالتزام هو التمسك:
قال تعالى:(فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها) .