ونصف وطرفها الجنوب في سمتها، وطولها مقارب لعرضها نحو درجتين. وبين ركنها الشرقي الشمالي وبين عدن أربع درجات ونصف، وكانت عامرة وهي الآن خراب يأوي إليها من أحزم من المراكب واحتاج إلى الماء والحطب. ف وطرفها الجنوب في سمتها، وطولها مقارب لعرضها نحو درجتين. وبين ركنها الشرقي الشمالي وبين عدن أربع درجات ونصف، وكانت عامرة وهي الآن خراب يأوي إليها من أحزم من المراكب واحتاج إلى الماء والحطب.
وقد ذكر أن منتهى البحر الهندي حيث مدن الحبشة المذكورة كله فيما قارب السواحل أقاصير متصلة يضح عليها الماء إلى باب المندب ولا يسافر هناك إلا المراكب الصغار وربما غلبتها الرياح فكسرتها على تلك الحشو. وعرض ذنب البحر الهندي من باب المندب إلى بربرا ثمان مجاز، وجبل المندب هو الفاصل بين بحر الهند الكبير وبحر القلزم الذي يخرج منه وهو صغير يمتد اثنا عشر ميلاً من الشرق إلى الغرب بانحراف إلى الشمال، والبحر يضيق هناك حتى يرى الرجل صاحبه من البر الثاني. ويقولون أنه قدر مائتي سهم. ويسمي المسافرون هذا المكان باب المندب وقدر طوله مع الجبل. وهو موضوع حيث الطول ثمان وستون درجة ونصف والعرض إحدى عشرة درجة ودقائق، ولا بد للمركب في دخولها وخروجها منه. وقد حكى بعض المسافرين أنه احزم بهم مركب كبير في الضباب بكرة فخرج من غربي جبل المندب ما بين تلك الأقاصير فسلمه الله واعتبرت سلامته حكاية مستطرفة. وبحر القلزم من جنوب إلى شمال إذا فارق باب المندب يأخذ في زيادة العرض قليلاً قليلاً، إلى أن يكون اتساعه عند عوان فيما بينها وبين تهامة اليمن نحو ستين ميلاً، وهي من حيث الطول ثمان وستون درجة والعرض ثلاث عشرة درجة ونصف. وهي مشهورة وسكانها حبشة مسلمون وبها بقرات بلق محفوظة النسب لصاحبها وهم يعسون عليها من غيرتهم. وإذا كان الصحو ظهر منه الجناح، وهو جبل عال في البحر ومنه إلى جزيرة دهلك، جزائر صغار لصاحب اليمن ولصاحب دهلك. وأكبر هذه الجزائر وأشهرها جزيرة كمران، وهي مسكونة لصاحب اليمن في آخر الجزء الرابع من جهة العرض وهي أقرب إلى بر زبيد. وفي شرقي عوان وشماليها على ساحل اليمن في هذا الجزء ومن الفرض المشهورة، غلافقه وهي فرضة زبيد وبينهما أربعون ميلاً. وموضوع زبيد، قاعدة تهامة اليمن، حيث الطول سبع وستون درجة وأربعون دقيقة والعرض خمس عشرة درجة ونصف. وبين باب المندب ومدينة عدن، فرضة اليمن المشهورة في الشرق والغرب، ثلاث مراحل سهلاً وجبلاً، وهي منه في الشرق حيث الطول سبعون درجة والعرض اثنتا عشرة درجة والبحر يتدرج من باب المندب إلى عدن داخلاً في الجنوب ويدخل منه مع غربيها خور محدق بكثير منها حتى يبقى كالجزيرة وفيها ترسو مراكب بربرا والمراكب التي تخاف من النوء وليست بكبار إذ أن مرسى عدن غير مأمون عند هيجان البحر، وتمتد من شماليها الجبال فتقع منها قاعدة اليمن القديمة صنعاء، وذلك في شرقي عدن وشماليها، حيث الطول إحدى وسبعون درجة ونصف والعرض أربع عشرة درجة ونصف. وبينها وبين عدن مدينة جبلة التي بناها الصلحيون أصحاب دعوة العبيديين باليمن، وهي على نهرين ينزل أحدهما ينحدر من جبل المديخره العالي الذي في شمالي صنعاء ويمر على غربيها وجنوبيها ثم يمر على جبله ويمتزج بالنهر الآخر وينصبان في شرقي ابين، وهي بليدة مشهورة بينها وبين عدن مرحلتان صغيرتان. وفي الجبال المذكورة يوجد العقيق اليماني ونبت الورس وخيار شنبر وعلى الجبال الممتدة من الجنوب إلى الشمال في هذا الجزء تقع الدملوه التي يضرب المثل بمناعتها وحصانتها وهي في شمال عدن. وفي شمالي الدملوه تقع الجوا، وهي بليدة مشهورة في جادة طريق الجبال كثيراً ما كان يحل بها المنصور ابن رسول صاحب اليمن وصنع بها بستاناً ومباني سلطانية. وفي شماليها حيث الطول تسعون والعرض أربع عشرة درجة ونصف تقع تعز وهي قاعدة اليمن في متأخر الزمن، وفي أعلى جبلها المعقل الذي لا يرام واسمه صبر. وعلى مرحلة منها صغيرة إلى الشمال الجند المشهورة بالوخم لا يشرب الغريب من مائها إلا هلك. وفي جبالها القرود الكثيرة.