الجزء العاشر: أول ما يلقاك منه حصن ذي القرنين، الذي جعله لحفظ السد، حيث الطول مائة وثلاث وستون درجة، والعرض أربعون درجة. وفي شماليه باب السد. والسد ممتد من الشمال إلى الجنوب، متصل بالجبل المحيط بياجوج وماجوج من الجبل المعترض من رأس السد إلى البحر المحيط، حيث الطول مائة وخمس وستون درجة وأربع دقائق، والعرض سبع وستون درجة واثنتا عشرة دقيقة. وعليه عمائر ياجوج إلى أن ينصب في البحر بالإقليم السادس. وتقع في هذا الجزء إلى آخر العمارة بلاد زردقيا، ولم يقم لفرقة من الترك قائمة غيرهم، وقد شغلهم الله بقتالهم في بلاد نهر كيماك، المنحدر من الإقليم الرابع من طرف جبل ياجوج وماجوج، ويتكون من تفرعه جزيرة فيها مدينة زردقيا، حيث الطول مائة وسبعون درجة والعرض ثمان وثلاثون درجة. ولهم في غربي بلادهم بحيرة كبيرة ينصب فيها نهران من الجبل المذكور، وبحيرة أصغر منها في شرقيها.
[الإقليم السادس]
أهلهم يشتد بياضهم حتى يسري ذلك في شعورهم، وتعمقهم الزرقة والشقرة، وكثيراً ما يكون بينهم النمش، ولا تتمشى لهم حال في الشتاء إلا بالبخارات التي يوقدون فيها النار في بيوتهم، وذلك أزيد فيما بعده إلى الشمال. وينتهي العرض من خط الاستواء وفي آخره، لخمس وأربعين درجة، ووسعه أربع درجات غير إحدى وعشرين دقيقة.