الجزء التاسع: يمر منه في جبال بلهارا إلى حيث الطول مائة وتسع وأربعون درجة، ثم يدخل في قاقلا التي تقدمت قاعدتها وتتصل جبالها التي في هذا الجزء من غربيها بالجبل الحائل بينها وبين بلاد الحنبه. وفي شرقي هذا الجبل تقع مدينة أطرغا، وموضوعها حيث الطول مائة وخمسة وثلاثين درجة والعرض سبع وعشرون درجة وأربعون دقيقة. وهي أربع مدائن على النهر المنسوب إليها وعلى الذراعين الخارجين منه. ومنبع هذا النهر من الجبل الكبير الذي في غربيها بالقرب من خط الإقليم الرابع حيث الطول اثنتان وخمسون درجة. ويمر من هناك إلى الجنوب وعلى جانبيه عمائر الحنبه إلى أن ينصب في بحر الهند. وفي مدينة أطرغا يكون ملك هذه البلاد وسمته الحنبه. وفي جنوبي أطرغا الجبل المنسوب إليها، يمتد إلى أن يتصل بجبل الصين وتتشعب منه جبال فيها الكثير من عقاقير الهند والفيلة الكثيرة. وفي شمالي هذا الجبل وشرقي أطرغا بحيرة المدن الأربع وهي كبيرة ومدورة، ومركزها حيث الطول مائة وست وخمسون درجة والعرض ست وعشرون درجة ونصف. وطولها مثل عرضها درجتان. ويقع باب الصين الأعظم وهو مشيد بالبناء مع الحبل الكبير حيث الطول ستون درجة وعرضه مع خط الإقليم الرابع. وفي شرقيه في آخر الجزء مع خط الإقليم الرابع قاعدة الصين، وهي مدينة تاجه وفيها البغبور ملكهم الكبير. ومن الجبل الكبير الذي في شماليها ينزل خمدان، وهو أكبر أنهار الصين، وتصير المدينة بين ذراعيه جزيرة وينزل منه نهران، نهر يمر على هذا الجزء إلى الجنوب حتى ينصب في بحر الهند والفرع الأعظم يأخذ مشرقاً في الجزء العاشر.
الجزء العاشر: أول ما يلقاك منه في بلاد الصين نهر خمدان إلى الشرق ثم ينصب في بحيرة كبيرة تنصب فيها أنهار صغار من جبل الصين، ثم يخرج من جنوبيها نهر خمدان الكبير وقد عظم فيمر في الإقليم الثالث وما بعده إلى آخر خلف خط الاستواء، في الصحاري المحيطة بهذه البحيرة قريباً وبعيداً من عمائر الصين. ومدنه المعجمة كثيرة والمذكور منها هاهنا صينية، وهي القاعدة القديمة وبها كان السلطان. وموضوعها حيث الطول مائة وسبع وستون درجة والعرض ست وعشرون درجة ودقائق. وهي على شرقي نهر ينصب من جبل الصين وعليه عمائر كثيرة. وفي هذه المدينة يعمل الفخار الصيني ويجلب له الطين من أرض كثيرة الفضة في مشارق الصين. ويقال إن صانعه لا ينتفع به وإنما ينتفع به وارثه. وفي شرقي هذه المدينة جبل صين صين الحائل بينها وبين الصين. وفي شرقي هذا الجبل من صين صن المعجمة الأسماء ما همل ذكره في الكتب وعلى الألسن. وتقع القاعدة وهي مدينة منزي التي لم يقدر عليها التتر بحيلة ولا حصار، حيث الطول مائة وست وتسعون درجة وثلاثون دقيقة والعرض ست وعشرون درجة. وهي على نهر مستمر ينزل من الجبل المذكور ويمر مشرقاً ويتسع اتساعاً كبيراً ثم يختلط في آخر العمارة بالبحر المحيط. وينزل إليه من الجبل الكبير الشمالي أنهار كثيرة عليها عمائر صين صين. والحرير المنزي نهاية في الطيب.
[الإقليم الرابع]
قال ابن فاطمة: هو عندهم أعدل الأقاليم وأحسنها حيواناً ونباتاً. والكلام في تفصيله يطول. وهو أوسط الأقاليم السبعة وخير الأمور أوسطها. وسكانه بين البياض والحمرة والسمرة والصفرة. ولما كان الإقليم الثالث في جنوبيه والإقليم الخامس في شماليه، حكم لهما بالاعتدال ولاحت لهما مشابهة من الرابع. وعرض هذا الإقليم الرابع ست وثلاثون درجة ووسعه من جنوبيه إلى شماله ست درجات وتسع عشرة دقيقة.