للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الجزء الثامن: أول ما يلقاك من أول خطه، حيث العرض خمس عشرة درجة، من مدن الفلفل المشهورة ببلاد ماليبار مدينة صيمور، وهي على جون وخور وفي غربيها وداخل منها في الجنوب. واشهر ما على ألسن المسافرين في هذا البحر فاكنور، وهي على خور في شرقيها حيث الطول مائة وتسع وعشرون درجة والعرض ثلاث عشرة درجة غير دقيقتين. وفي سمتها من جهة العرض منجرور وبينهما في الطول درجتان ولها خور في غربيها. وعلى نحو مجراوين من منجرور، الغات الذي تنحدر منه المراكب لأنها إن وقعت في طرقه ضلت ولا تهتدي لمخلص إلا أن ييسر الله لها. وهي جبال في البحر يكون الطريق فيها من ميل إلى خمسين ميلاً وآخره مشدود لا مخلص منه والحكايات عنه مستطرفة. وهي من سمت هذه المدينة المذكورة في الإقليم الثاني. وفي شرقي منجرور في جهة مقصودة من المراكب كولم، وهي آخر بلاد الفلفل ومشهورة على ألسن المسافرين، وكثيراً ما ينسب إليها الزنجبيل. وهي حيث الطول مائة وأربع وثلاثون درجة، والعرض اثنتا عشرة درجة، ومنها إلى جزيرة السيلان مجراوان. وهذه الجزيرة طويلة عريضة.

قال ابن فاطمة: والتحقيق فيها أن يقال طولها ستمائة ميل وعرضها يقارب ذلك فيكون دورها نيفاً على ألفي ميل. وفيها تجويفات من البحر ومدائن غير مشهورة والمذكور منها في الكتب الرامن، وبها تعرف في القديم. والمشهور منها على ألسن المسافرين سيلان، وإليها ينسب العود السيلاني وليس بالعالي. وموضوعها حيث الطول مائة وتسع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة، والعرض سبع درجات ونصف. وكلتا المدينتين على خور ينزل من جبل في ركنها الغربي الشمالي، وبينهما مئتان وخمسون ميلاً. وفي هذه الجزيرة يكون الكركدن، وفي أطرافها العراة الذين يثبون على الشجر لخفتهم. وسماها بطليموس جيرة العراة. وفي جنوبها جزائر النجبالوس وهي عدة أكبرها ثلاث، وأهلها سود مشوهون عراة يقطعون على المسافرين وفيهم من يأكل الناس، وهم مجاورون لخط الاستواء وعرض البحر بينهم وبين جزيرة سيلان نحو مجراوين.

<<  <   >  >>