الجزء الخامس: أول ما يلقاك منه في غريبه نجران، وهي في آخر جبال اليمن قاعدة لولاتها حيث الطول خمس وسبعون درجة والعرض سبع عشرة درجة، وبالقرب منها مدينة يقال لها جرش ينسب إليها خلق كثير. وفي نجران أصحاب الأخدود المذكورون في القرآن العظيم. وفي شرقيها حيث الطول ست وسبعون درجة ونصف والعرض سبع عشرة درجة مدينة مارب المشهورة في زمان التبابعة، وهي آخر جبال حضرموت. وبها كان السد المذكور في القرآن. وفي شرقي ذلك، القفار التي بين حضرموت واليمامة وعمان لا يقدر أحد على سلوكها للرمال السائلة والعطش. وتقع صحار وهي مدينة عمان في القديم، حيث الطول إحدى وثمانون درجة والعرض تسع عشرة درجة وست وخمسون دقيقة وبينها وبين الرمال السائلة جبل نزوى، وهو مستطيل من الجنوب إلى الشمال يسكنه الخوارج ومدينتهم فيه واسمها نزوى، وهي حيث الطول ثمان وسبعون درجة ونصف والعرض تسع عشرة درجة ونصف. وبين قلهات قاعدة عمان المتقدمة الذكر في آخر عرض الإقليم الأول، وبين صحار المسقط، وهو محرس على جون عظيم من بحر فارس حيث الطول تسع وسبعون درجة وخمسون دقيقة والعرض ثمان عشرة درجة وستون دقيقة، وبينه وبين صحار في البحر الدردور، حيث الجبال الثلاث التي يقال لها كسير وعوير وثالث ليس له فيه خير. والماء يدور هناك فإذا وقع غليه المركب كسره على تلك الجبال. وهي على فم بحر فارس من بحر الهند. وهذا الفم عريض يكون وسعه من صحار إلى ساحل الهند نحو مائتين وثمانين ميلاً. وتقع هجر قاعدة بلاد البحرين في القديم على ساحل هذا البحر في جون أعظم من جون المسقط حيث الطول ثمان وسبعون درجة وأربعون دقيقة والعرض اثنتان وعشرون درجة وثلاثون دقيقة، وبثمرها يضرب المثل في الكثرة. وقد خربها القرامطة وعمروا مدينة الإحساء، وفيما بينها وبين اليمامة مجالات بني عامر لم يبق معهم لأحد من العرب عز في بلاد اليمامة والبحرين. ومنهم الآن ملوك الصقعين، ولا يستغرق بحر فارس من بقية هذا الجزء إلا مقدار أرض المند، وهم أخوة السند والهند وشأنهم قطع الطرق وسفك الدماء. وبلادهم هذه بين بحر الهند وخليج السند الداخل من بحر فارس في الجزء السادس. وقدر فتحة الأرض بين البحرين من الجنوب إلى الشمال مائة وستون ميلاً، ولها مدينة اسمها المند على جون خليج السند، حيث الطول خمس وثلاثون درجة ونصف والعرض عشرون درجة وثلاثون دقيقة.
الجزء السادس: في ساحل البحر الهندي منه جزائر الديباجات. وقد تقدمت الكبرى منها وأشهرها على ساحل هذا الجزء من فرض الهند التي يقصدها التجار من عدن وغيرها مدينة القصى وهي منزح للمراكب يسهل عليها الحط فيها والإقلاع منها، وهي محسوبة في بلاد الجزرات وإليها ينسب اللك القصي وهو كثير في بلاد الجزرات، وهو صمغ شجر هنالك. وأهلها كفار ويعبدون الأوثان الأبداد ويسكن معهم مسلمون. وموضوعها حيث الطول مائة وسبع درجات والعرض سبع عشرة درجة وعشر دقائق. ويقع في هذا الجزء من مدن السند المذكورة في الكتب قندبيل التي يتسوق بها المند. وهي بين آخر خليج السند وبحر الهند في البرية حيث الطول ثلاث وتسعون درجة وأربعون دقيقة، والعرض على سمت صحار تسع عشرة درجة وست وخمسون دقيقة. وفي شرقيها جبال الخيزران. وفي أودية هذه الجبال يكون الساج الذي يحمل إلى فارس والعراق في البحر والقنا الهندية التي تحمل إلى الأقطار. وفي شرقيها مصب أنهار المولتان وهي كرسي ملك من ممالك السند على النهر الغربي منها، حيث الطول مائة درجة وأربع درجات والعرض مع خط الإقليم الثالث. ويقع في دخلة من البر في خليج السند مدينة الديبل المشهورة التي يجلب منها المتاع الديبلب، وهي أكبر فرض السند المشهورة واشهرها. وموضوعها حيث الطول اثنتان وتسعون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة والعرض أربع وعشرون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة.