الجزء السادس: أول ما يلقاك منه مدينة الباميان، وهي قاعدة لجهاتها، والجبال والمياه تحف بها. ومن جبلها تنزل بعض أنهار جيحون، وموضوع الباميان حيث الطول سبعون درجة وخمس دقائق، والعرض أربع وثلاثون درجة. وأشهر أنهار جيحون وأكبرها وأطولها مداً، نهر (..) ، وهو ينزل من جبال حتن، حيث الطول سبع وتسعون درجة، والعرض ثلاثون درجة وثلاث دقائق. وتنحدر إليه عيون كثيرة من ذلك الجبل ومن جبال كابلستان من الإقليم الثالث، فإذا مر بجبل الباميان انحدرت إليه أنهار أسماؤها معجمة، ثم تجتمع كلها بالقرب من آخر عرض الإقليم الرابع. وينحدر عمودها، وهو جيحون، إلى الخامس، وتقع في شرقي جبل الغر والباميان، وفي غربي كابلستان، بلاد سجستان. وقاعدتها القديمة زرنج، وهي حيث الطول أربع وسبعون درجة وسبع دقائق، والعرض اثنتان وثلاثون درجة وست دقائق. ونهر الهند سند الكبير، الذي يخرج من شرقي جبال الغور، يجوز بلاد سجستان من غرب إلى شرق، فيكون عليه مدينة بست المشهورة في شماليه، حيث الطول ثلاث وتسعون درجة، والعرض ثلاث درجات، ثم يمر النهر إلى أن ينتهي حيث الطول خمس وتسعون درجة إلى الجنوب، فيكون زرع في شماليه على نحو عشرين ميلاً، ويصلها منه جدول يشقها وينتفع به أهلها في الجامع وغيره، ثم يلتوي النهر إلى الغرب، فيكون في موضع التوائه، على جبل منقطع في نهاية المنعة، معقل الطاق، الذي لا يرام، وبه يعتصم ملوك هذه البلاد، وفيه يجعلون خزائنهم. وهو حيث الطول على سمت زرنج، والعرض إحدى وثلاثون درجة. ويمر النهر في شماليه مغرباً إلى أن ينصب في بحيرة سجستان. وطول هذه البحيرة، من الغرب إلى الشرق ثلاثة أيام، والعرض نصفها. وفي جنوبي سجستان مجالات القلج، وهم ترك. ولهم شهامة (قد أبلوا) في فتوح الهند، ففتحوا منها ما والاهم وملكوا مدينة أجه، ومدينة نهاور، على نهر مهران. وفي شمالي سجستان، بلاد طخارستان، وقاعدتها ترمذ في الإقليم الخامس، على نهر جيحون، وفي شرقيها بلاد حتن وأسماؤها معجمة، وفي أطرافها أنهار ومروج تسكنها أجناس الترك ويتحاربون عليها مع الهنود، فإنها تليهم من جهة الجنوب.
الجزء السابع: أول ما يلقاك منه بلاد القندبار الهندية، وقد تقدمت قاعدتها في آخر خط الإقليم الثالث. وكان المسلمون قد فتحوها، وجعلوها ثغراً لما في شرقها، ثم فتحوا في شرقها بلاد أجه على شرقي مهران النازل إلى بلاد السند، حيث الطول مائة وعشرون درجة وخمس وخمسون دقيقة، والعرض ثلاث وثلاثون درجة. وفي شرقيها بلاد نهاور، فتحها المسلمون أيضا من الترك، وقاعدتها مدينة نهاور، وهي أيضاً على شرقي مهران، حيث الطول مائة وخمس وستون درجة، والعرض أربع وثلاثون درجة واثنتا عشرة دقيقة.