بياض أهله ممتزج بالحمرة، وفيهم شقرة وزرقة في غالب الحال، ولا سيما فيما يلي السادس. والعرض عند آخره من خط الاستواء، إحدى وأربعون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة، ووسعه خمس درجات.
الجزء الأول: أول ما يلقاك منه في البحر ثلاث جزائر من جزائر السعادات، كما رسمت. وجزيرة قادوس، وهي صغيرة، بعضها في الإقليم الرابع وبعضها في الإقليم الخامس. وبينها وبين البر مجاز عرضه قليل. والطول ثمان درجات وإحدى وعشرون دقيقة، ومن ذلك المكان يأخذ البحر المحيط في الانحطاط إلى الغرب مع الشمال، فيكون مصب نهر اشبيلية وقرطبة حيث الطول ثمان درجات وخمس عشرة دقيقة، والعرض ست وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة. ثم إلى جزيرة شالطيش ست وثلاثون درجة، حيث الطول سبع درجات وعشرون دقيقة، والعرض سبع وثلاثون درجة واثنتا عشرة دقيقة. ثم إلى مصب نهر يانه الكبير، الذي يمر على مارده وبطليوس تسعة أميال. ثم إلى مدينة طويرة ثلاثة وعشرون ميلاً. وهي على نهر يانه وشماليه. ثم إلى مصب نهر سنتمريه ثمانية عشر ميلاً. ثم إلى مصب نهر شلب ثمانية وعشرون ميلاً. ثم إلى حوز الريحان خمسة عشر ميلاً. ثم إلى طرف العرف ثمانون ميلاً. ويدخل في البحر من هذا الطرف اثنان وعشرون ميلاً، وهو آخر عرض الإقليم الخامس. والطول هناك ست درجات. وطول مدينة اشبيلية شرقي النهر وجنوبه تسع درجات وعشر دقائق، والعرض سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. وطول مدينة بطليوس على جنوب يانه، تسع درجات، والعرض ثمان وثلاثون درجة وخمسون دقيقة. وطول مدينة ماردة في جنوبي النهر المذكور عشر درجات غير دقائق، والعرض تسع وثلاثون درجة. وطول قرطبة، قاعدة الأندلس في مدة بني أمية، عشر درجات، وعرضها ثمان وثلاثون درجة ونصف. وهي على غربي النهر الكبير الذي عليه اشبيلية. وهذا النهر إنما حسن جانباه عند اشبيلية، ويصعد المد فيه من البحر المحيط اثنين وسبعين ميلاً. وتصعد مراكب الفرنج بوسقها إلى اشبيلية. وطول مدينة غرناطة إحدى عشرة دقيقة وأربعون دقيقة، والعرض سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. وفي جنوبيها جبل شلير الذي لا يفارقه الثلج. وحكى ابن اليشع أنه نزل منه نيف على عشرين نهراً، منها نهر الذهب الذي يشق غرناطة، ونهر مسيل الذي يمر مع سورها، وكلاهما عليه الأرجاء والبساتين. وهذه المدينة في عصرنا هي قاعدة ابن الأحمر، ملك من بقي من المسلمين بالأندلس. وطول مدينة جيان كطول غرناطة، والعرض تسع وثلاثون درجة غير دقائق. وطول مدينة مرسية ثمان عشرة درجة. والعرض تسع وثلاثون درجة ودقائق. وهي على شمالي نهر مليح عليه النواعير والبساتين، وهو آخر نهر اشبيلية الذي منبعه من جبل شقورة، حيث الطول خمس عشرة درجة، والعرض ثمان وثلاثون درجة وأربعون دقيقة، يخرج من عين واحدة فيشرق عن مرسيه وينصب في بحر الرمان، ويغرب نهر إشبيلية وينصب في البحر المحيط.